67 - أحمد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْن عَلِيِّ بْن عَبْدِ اللَّهِ، أبو الحسن بن أبي محمد ابن الآبنوسي، البغدادي، الفقيه الشّافعيّ، الوكيل. [المتوفى: 542 هـ]
وُلِد سنة ستٍّ وستّين وأربعمائة، وسمع: أبا القاسم ابن البُسري، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وإسماعيل بْن مَسعدة الإسماعيليّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، ورزق اللَّه، وجماعة كثيرة، وتفقّه عَلَى القاضي محمد بْن المظفَّر الشّاميّ، وعلى أَبِي الفضل الهَمَذَانيّ، ونظر في عِلْم الكلام والاعتزال، ثم فتح اللَّه لَهُ بحسن نيّته، وصار من أهل السُّنة.
روى عَنْهُ: بنته شرف النّساء وهي آخر من حدَّث عَنْهُ، وابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو اليُمن الكِندي، وسليمان الموصليّ، وآخرون.
قال ابن السمعاني: فقيه، مُفتٍ، زاهد، يعرف المذهب والفرائض، اعتزل عن الناس، واختار الخمول، وترك الشهرة، وكان كثير الذِّكر، دخلت عليه فرأيته على طريقة السلف من خشونة العيش، وترك التكلف.
وقال ابن الجوزي: صحب شيخنا أبا الحسن ابن الزاغوني، فحمله على السُنّة بعد أن كَانَ مُعْتزليًّا، وكانت لَهُ اليد الحسَنة في المذهب، والخلاف، والفرائض، والحساب، والشُّروط، وكان ثقة، مصنّفًا، عَلَى سَنَن السَّلَف، وسبيل أهل السُّنة في الاعتقاد، وكان يُنابذ مَن يخالف ذَلكَ من المتكلفين، وله أذْكار وأوراد من بكرةٍ إلى وقت الظُّهْر، ثم يُقرأ عَلَيْهِ من بعد الظّهر، -[800]- وكان يلازم بيته، ولا يخرج أصلًا، وما رأيناه في مسجد، وشاعَ أنّه لا يصلّي الجمعة، وما عرفنا عذره في ذَلكَ، وتُوُفّي في ثامن ذي الحجَّة.
قلت: وأجاز لأبي منصور بْن عُفيجة، ولأبي القاسم ابن.