16 - سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد، أبو الحسن الأنصاري، البلنسي، المحدث.

16 - سعد الخير بْن محمد بْن سهل بْن سعد، أبو الحَسَن الأنصاريّ، البَلَنْسيّ، المحدّث. [المتوفى: 541 هـ]

رحل إلى أن دخل الصّين، ولهذا كَانَ يكتب " الأندلسيّ الصّينيّ "، وكان فقيهًا، متديِّنًا، عالمًا، فاضلًا، سَمِعَ ببغداد: أبا عبد الله النّعاليّ، وابن البَطِر، وطِراد بْن محمد، وسمع بأصبهان: أبا سعد المطرِّز، وسكنها وتزوّج بها، ووُلِدت لَهُ فاطمة، فسمّعها حضورًا " معجم الطَّبَرانيّ "، وغير ذَلكَ، و" مُسند أَبِي يَعْلَى "، وسمع بالدّون " سُنَن النَّسائيّ " من الدُّونيّ، وحصّل الكثير من الكُتُب الجيّدة.

وحدَّث ببغداد، وسكنها مدَّة بعد انفصاله عَنْ أصبهان.

روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وأبو موسى المَدِينيِ، وعبد الخالق بْن أسد ووصفه بالحفظ، وأبو اليُمن الكندي، وأبو الفرج ابن الجوزيّ، وبنته فاطمة بِنْت سعد الخير، وعمر بْن أَبِي السّعادات بْن صرما.

وقال ابن الْجَوْزيّ: سافر وركب البحار، وقاسى الشّدائد، وتفقَّه ببغداد عَلَى أَبِي حامد الغزّاليّ، وسمع الحديث، وقرأ الأدب عَلَى أَبِي زكريّا التّبْريزيّ، وحصّل كُتُبًا نفيسة، وقرأتُ عَلَيْهِ الكثير، وكان ثقة، تُوُفّي في عاشر المحرَّم ببغداد.

قلت: آخر من روى عنه بالإجازة: أبو منصور بن عفيجة.

وأورد ابن السّمعانيّ في " الأنساب " حكايةً غريبة فقال: سمّع بناته إلى أن رُزق ابنًا سمّاه جابرًا، فكان يُسمعه بقراءتي، واتّفق أنّه حمل إلى الشيخ أَبِي بَكْر قاضي المرستان شيئًا يسيرًا من عود بعد أن وجد الشيخ منه رائحته، فقال: ذا عود طِيب، فحَمَلَ إِلَيْهِ منه نزرًا قليلًا، دفعه إلى جاريته، فاستحيت الجارية أن تُعْلِم الشيخ لقلّته، فلمّا دخل عَلَى الشّيخ قَالَ: يا سيّدنا، وصل العُود؟ قَالَ: لا، فطلب الجارية فسألها، فاعتذرت بقلته، وأحضرته، فقال لسعد الخير: أهُوَ هذا؟ قَالَ: نعم، فرمى بِهِ الشّيخ وقال: لا حاجة لنا فيه، ثمّ طلب منه سَعْد الخير أن يسمّع لابنه جزء الأنصاريّ، فحلف الشّيخ أن لا -[783]- يُسمعه إيّاه إلّا أن يحمل إِلَيْهِ سعد الخير خمسة أمْناء عُود، فامتنع سعد الخير، وألحّ عَلَى الشيخ أن يكفّر عَنْ يمينه، فما فعل، ولا حمل هُوَ شيئًا، ومات الشيخ، ولم يُسمّع ابنه الجزء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015