192 - جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن شَرَف، أبو الفضل الْجُذاميّ، القيروانيّ، [المتوفى: 534 هـ]
نزيل الأندلس، شاعر عصره.
قال ابن بَشْكُوال: وُلِد سنة أربعٍ وأربعين وأربعمائة، ودخل الأندلس في سنة سبعٍ وأربعين، يعني مع والده، قال: واستوطن بَرْجَة من ناحية المرية، روى عَنْ: أبيه، وعن: أبي عبد الله بن المرابط، وأبي الوليد الوَقْشيّ، وأبي سعيد الورّاق، وغيرهم، وكان من جِلَّة الأدباء وكبار الشّعراء، وكان شاعر وقْته غير مُدَافَع، وطال عمره، فأخذ النّاس عنه، وله تصانيف حِسَان في الأمثال، والأخبار، والآداب، والأشعار، وكتب إلينا بإجازة ما رواه وصنّفه، وتُوُفّي في منتصف ذي القعدة، وكان من جلساء صاحب المَرِيَّة ابن صُمَادح.
قال الْيَسَعُ بن حزْم: ومنهم شيخنا الحكيم الوزير جعفر بن شَرَف، له حِفْظ كالسَّيْل، وجَرْي إلى المعالى كالخيل، ما عسى أنّ أصف به من بَرَع في كلّ فنّ، وأصبح على أترابه له الفضل والمَنّ، مع تواضُع نَفْس، قال لي: أنشدت المعتصم بن صُمَادِح في روضةٍ حَلَلْنا بها بعد تعب:
رياضٌ تعشّقها سندسٌ ... تَوَشَّتْ معاطِفُها بالزَّهَرْ
مَدَامِعُها فوقَ خَدَّيْ رَيًّا ... لها نظرةٌ فتنت من نظر
فكل مكانٍ بها جنةٌ ... وكلُّ طريقٍ إليها سَقَرْ
وله من الكتب كتاب " الجش والتجهيش " في الإلهيات والطبيعيات، وكتاب " عَقِيل وعَلِيم " حاكى به كليلة ودِمْنة، وله شعرٌ كثير، وأخذ يبالغ ابن حزم في إطرائه.