29 - محمد بن الحسين بن بندار، أبو العز الواسطي القلانسي،

29 - محمد بن الحسين بن بندار، أبو العز الواسطيُّ القلانسيُّ، [المتوفى: 521 هـ]

مقرئ العراق وصاحب التصانيف في القراءات.

قرأ بالروايات على أبي عليّ غلام الهرَّاس، وأخذ عن أبي القاسم -[374]- الهُذَلي، وروى عنه كتاب "الكامل" تأليفه، ورحل إلى بغداد سنة إحدى وستين، وسمع أبا جعفر ابن المُسْلِمَة، وابن المأمون، وأبا الحسين ابن المُهْتدي بالله.

قال ابن السَّمعاني: قرأ عليه عالم من النَّاس، ورُحِلَ إليه من الأقطار وسمعت عبد الوهَّاب الأنماطي نسب أبا العز القلانسي إلى الرَّفض وأساء الثناء عليه.

قال أبو سعد السَّمعاني: ثم وجدت لأبي العز أبياتاً في فضيلة الجماعة.

وقال الحافظ ابن ناصر: ألحق سماعه في جزء من كتاب "هاءات الكناية" لابن أبي هاشم من أبي علي ابن البنَّاء بعد أن لم يكن سماعه فيه.

وقال أبو سَعْد: سمعت أبا بكر المبارك بن غالب المفيد يقول: قرأ ابن ميمون، صبي كان سمع معنا، على أبي العز القلانسي وما كان يحسن أن يقرأ، فكتب له بخطه: قرأ عليَّ فلان وجوَّد، فقلنا له: كيف جوَّد القراءة. قال: يا سيدي جوَّد الذَّهب!

وقال ابن النَّجَّار: سمعتُ أبا العباس أحمد ابن البندنيجي يقول: سألت شيخنا أبا جعفر أحمد بن أحمد ابن القاص: هل قرأت على أبي العز القلانسي؟ فقال: لمَّا قَدِمَ القلانسيُّ إلى بغداد أردت أن أقرأ عليه، فطلب مني ذهباً، فقلت له: والله إني قادر على ما طلبت مني ولكنِّي لا أعطيك على القرآن أجراً، ولم أقرأ عليه.

وقال السِّلفي: سألت الحَوْزي عن أبي العز بن بندار، فقال: هو أحد الأئمة الأعيان في علوم القرآن، قرأ على غلام الهرَّاس، وبرع في القراءات وسمع من جماعة، وهو جيِّد النَّقل ذو فَهْم فيما يقوله.

وقال أبو سعد السَّمْعاني: وأنشدنا سعد الله بن محمد المقرئ بالدَّسكرة، قال: أنشدني أبو العز لنفسه.

إن من لم يقدِّم الصِّديقا ... لم يكن لي حتى الممات صديقا

والذي لا يقول قولي في الفا ... روق أنوي لشخصه تفريقا

ولنار الجحيم باغض عثما ... ن ويهوي منها مكاناً سحيقا -[375]-

من توالى عندي عليًّا وعادا ... هم طُرًّا عددته زنديقا

قلت: قرأ عليه أبو محمد سبط الخيَّاط، وأبو الفتح المبارك بن زُرَيْق الحدَّاد، وأبو بكر عبد الله بن منصور الباقِلانيّ، وأبو الحسن عليّ بن عساكر البطائحي، وعليّ بن مُظَقَّر الواسطي الخطيب، وخلق.

قال أبو الفرج ابن الجوزي: توفي في شوَّال بواسط، وولد سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015