347 - محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق، الشيخ أبو منصور الخياط البغدادي المقرئ الزاهد.

347 - مُحَمَّد بْن أحمد بْن عليّ بْن عَبْد الرّزّاق، الشَّيْخ أبو منصور الخياط البغداديّ المقرئ الزّاهد. [المتوفى: 499 هـ]

قَالَ السّمعانيّ: ثقة صالح عابد، يقرئ النّاس ويلقن.

قلت: سمع أبا القاسم بْن بِشْران، وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الأخضر الفقيه، وعبد الغفار بْن مُحَمَّد المؤدِّب، والقزويني وحدَّثَ عَنْهُ بـ " مُسْنِد الحُمَيْديّ "، وقرأ القرآن عَلَى الشَّيْخ أَبِي نَصْر بْن مسرور المقرئ، وكان قديم المولد، فلو أَنَّهُ سمع في حدود العشر وأربعمائة لأدرك أبا عمر بن مهدي والحفار، فإن مولده في سنة إحدى وأربعمائة، وكان يمكن أنّ يقرأ عَلَى أَبِي الحَسَن الحمّاميّ ولكنّ هذه الأشياء قسمية.

روى عَنْهُ جماعة منهم سِبْطاه أبو عَبْد اللَّه الحُسين والمقرئ الكبير أبو محمد عبد الله شيخا الكِنْديّ، وابن ناصر، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وأبو الفضل خطيب الموصل، وسعد الله ابن الدّجاجي، وأحمد البَاجِسْرَائيّ.

قَالَ السّمعانيّ: كَانَ لَهُ ورد بين العشائين، يقرأ فيه سبعًا من القرآن قائمًا وقاعدًا، حتّى طعن في السّنّ، وكان صاحب كرامات.

قَالَ ابن ناصر: كانت لَهُ كرامات.

وقال أبو منصور بْن خَيْرُون: ما رأيت مثل يوم صُلِّيَ عليّ أَبِي منصور الخيّاط من كثرة الخلْق والتبرك بالجنازة.

وقال السّمعانيّ: وقد رُؤيَ بعد موته في المنام، فقيل لَهُ: ما فعل اللَّه -[817]- بك؟ فقال: غفر لي بتعليمي الصبّيان فاتحة الكتاب، وكان إمام مسجد ابن جردة بالحريم الشّريف، واعتكف فيه مدة يعلِّم العُمْيان القرآن لله، ويسأل لهم، وينفق عليهم.

قَالَ ابن النّجّار في " تاريخه ": إلى أنّ بلغ عدد من أقرأهم القرآن من العُميان سبعين ألفًا، قَالَ: هكذا رأيته بخط أَبِي نَصْر اليُونَارْتيّ الحافظ.

قلت: هذا غلطٌ لا ريب فيه، لعلّه أراد أنّ يكتب سبعين نفسًا، فكتب سبعين ألفًا، ولا شك أنّ من ختم عليه القرآن سبعون أعمى يعزّ وقوع مثله.

قَالَ السِّلَفيّ: ذكر لي المؤتمن السّاجيّ في ثاني جمعة من وفاة أَبِي منصور: اليوم ختموا عَلَى رأس قبره مائتين وإحدى وعشرين ختْمة، يعني أنهم كانوا قد قرؤوا الختم قبل ذلك إلى سورة الإخلاص، فختموا هناك، ودعوا عقيب كل ختمة.

قَالَ السِّلَفيّ: وقال لي علي بن الأيسر العُكْبَريّ، وكان رجلًا صالحًا: حضرت جنازة أَبِي منصور، فلم أر أكثر خلقًا منها، فاستقبلنا يهودي، فرأى كثرة الزّحام والخلْق فقال: أشهد أن هذا هو الدين الحقّ، وأسلم، تُوُفّي يوم الأربعاء سادس عشر محرَّم سنة تسعٍ، ودفن بمقبرة باب حرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015