317 - عبد المحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن عليّ، أبو منصور الشِّيحيّ التّاجر السّفّار المعروف بابن شُهْدَانْكه، [المتوفى: 489 هـ]
من أهل محلّة النَّصْريّة ببغداد.
سمع الكثير من أبي منصور محمد بن محمد ابن السّوّاق، وأبي بكر أحمد بن محمد بن الصَّقْر، وعبد العزيز بن عليّ الأزجيّ، وابن غَيْلان، وأبي محمد الخلّال، والعتيقيّ، وطبقتهم. وكتب بخطّه أكثر مسموعاته. -[630]-
وسمع بمصر: أبا الحسن الطّفّال، وأبا القاسم عليّ بن محمد الفارسيّ، وعبد الملك بن مسكين، وبدمشق أَبَا الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي نصر، وأبا القاسم الحِنّائيّ، وأبا عبد الله محمد بن يحيى بن سلوان، وبالرَّحْبة عُبَيْد الله بن أحمد الرَّقّيّ، وطائفة سواهم.
وكتب بخطّه أكثر مصنَّفات الخطيب، وروى الكثير، حدَّث عنه شيخه أبو بكر الخطيب، وأبو السُّعُود أحمد بن عليّ، وأبو عامر العبدري، وأبو القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ، وأبو الفتح محمد بن عبد السّلام، وسعيد بن محمد الرزّاز الفقيه، وأبو بكر ابن الزّاغُونيّ، وأبو الفضل بن ناصر، وخلْق سواهم.
سُئل إسماعيل بن محمد الحافظ عنه، فقال: شيخ فاضل ثقة.
وقال شُجاع الذُّهْليّ: كان صَدُوقًا.
وقال أبو عامر العَبْدَرِيّ: كان من أنبل من رأيت وأَوْثقه.
وقال أبو عليّ الصّدفي: كان فاضلا نبيلًا كيِّسًا ثقة، وكان عنده أصل أبي بكر الخطيب بتاريخه، خصَّه به.
قلت: لأنّه فيما قال السّمعانيّ هو الّذي حمل الخطيب إلى العراق، فأهدى إليه الخطيب تاريخه بخطّه.
وقال غيْث بن عليّ: سألته عن مولده، فقال: سنة إحدى وعشرين وأربع مائة، وأوّل سماعي سنة سبعٍ وعشرين.
وقال أبو عليّ البَرَدَانيّ: كان من المتموّلين، وكان أمينًا سَرِيًّا، كتب كثيرًا. وتُوُفّي في جُمَادى الأولى.
قال السّمعانيّ: سمعتُ شيخًا لنا يقول: إنّ الخطيب لمّا حدَّث بالجزء الأوّل من " تاريخه " استأذنه أبو الفضل بن خَيْرُون أو شجاع الذُّهْليّ في التّسميع في أيّ موضعٍ يكتب، فقال: استأذِنوا الشّيخ عبد المحسن، فإنَّ النُّسخة له، ولو كان عندي شيءٌ أعزّ منه أهديته له.
وقال أبو الفضل محمد بن عطّاف: كان شيخنا عبد المحسن على طريقةٍ حَسَنة مَرْضِيّة، حَسَن العناية بالعِلْم، وكان مالكيًّا ثقة أمينًا، قال لي: وُلِدتُ في رجب سنة إحدى وعشرين. -[631]-
وقال ابن ناصر: تُوُفّي شيخنا عبد المحسن ابن الشِّيحيّ في سادس عشر جُمَادى الأولى.
قلت: وأبوه من شِيحة، قريةٌ من قرى حلب.