159 - محمد بن علي بن حامد، الإمام أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي،

159 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حامد، الإمام أبو بكر الشّاشيّ الفقيه الشافعي، [المتوفى: 485 هـ]

صاحب الطريقة المشهورة. -[550]-

تفقه ببلاده على الإمام أبي بكر السّنْجيّ، وكان من أنظر أهل زمانِه، ثمّ ارتحل إلى حضرة السّلطان بغَزْنَة، فأقبل الكلُّ عليه، وقيّدوه بالإحسان والتّبجيل، واستفاد علماؤهم منه، وتأهّل، ووُلِد له الأولاد، ثمّ في آخر أمره بعدما ظهرت له التّصانيف استدعاه نظام المُلْك إلى هَرَاة، وأشار عليهم بتسريحه، وكان يشقّ عليهم مفارقة تلك الحضرة، فما وجدوا بُدًّا من امتثال أمر الصّاحب، فجهّزوه مكرَّمًا بأولاده إلى هَرَاة، فدرَّس بها مدّة بالمدرسة النّظاميّة بهَرَاة، ثمّ قصد نَيْسابور زائرًا.

قال عبد الغافر الفارسيّ: قدِمَها في رمضان سنة إحدى وتسعين، كذا قال، ولم يتّفق لي الالتقاء به لغيبتي إلى غَزْنَة. وأكرم أهل نَيْسابور مورده، فسمعتُ غير واحدٍ من الفُقَهاء يقول: إنه لم يقع منهم الموقع الّذي كانوا يعتقدونه فيه، فلقد كان بعيد الصِّيت، عظيم الاسم بين الفقهاء، ولم تَجْرِ مناظرته على الدّرجة المشهورة به، وعاد إلى هَرَاة، وحدَّث عن منصور الكاغدي، عن الهيثم بن كليب، وأخبرنا عنه والدي. وكان مولده بالشّاش سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. وتوفي في شوال سنة خمسٍ وتسعين وأربعمائة بهَرَاة. كذا قال عبد الغافر في وفاته، فيما قرأت بخطّ أبي عليّ البكْريّ.

وقال غيره، فيما قرأت بخطّ الحافظ الضّياء، في جزء " وفيات على السّنين ": سنة خمسٍ وثمانين، فيها مات السّلطان ملكشاه، والإمام أبو بكر محمد بن عليّ الشّاشيّ بهَرَاة في سادس شوّال، وهو ابن أربعٍ وتسعين سنة. وفيها قُتِل نظام المُلْك، ودُفِن بإصبهان.

نقلتُ ترجمته من " تاريخ " عبد الغافر.

ثمْ نقلت من كلام أبي سعْد السّمعانيّ أنّ ولادته في سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة، قال: وتُوُفّي في شوّال سنة خمسٍ وثمانين، وزرتُ قبرَه بهَرَاة. روى لنا عنه محمد بن محمد السّنْجيّ الخطيب، وأبو بكر محمد بن سليمان المَرْوَزيّان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015