32 - محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله، أبو الخير المَرْوَزِيّ الصّفّار. [المتوفى: 471 هـ]
آخر من روى صحيح البخاريّ في الدّنيا بعلوٍّ، رواه عن أبي الهيثم الكُشْمِيهنيّ.
قال ابن طاهر المقدسي: ظهر سماعه على الأصل بالصّحيح، فقرئ -[338]- عليه. ثمّ استحضره الوزير نظام المُلْك، وسمعوا منه. فسقط يومًا عن دابّته، وحُمِل إلى بيته فمات.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل المروزي الخراجي، والحافظ أبو جعفر محمد بْن أبي عليّ الهَمَذَانيّ، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني الخطيب، وهو آخر أصحابه.
قال الحافظ ابن طاهر: سمعتُ عبد الله بن أحمد السَّمرقنديّ يقول: لم يصحّ لهذا الرجل أبي الخير بن أبي عمران، من الكُشْمِيهنيّ سَمَاع، وإنّما وافق الاسمُ الاسمَ، وكان هذا آخر من روى الكتاب بمرو. ثم حُمِل إلى الوزير نظام المُلْك ليقرأ عليه، فقرئ عليه بعضه، وطرحته البغلة فمات، ولم يتمّ، وقد رأيتُ أهل مرو يضحكون إذا قيل: إنّ أبا الخير بن أبي عمران سمع من أبي الهيثم، ويشيرون إلى أنّ هذا غير ذاك.
وقال أبو سعد السَّمعانيّ: كان صالحًا سديد السِّيرة. حدَّث "بالبخاريّ"، وحدَّث ببعض الجامع للتِّرْمِذيّ، عن أحمد بن محمد بن سراج الطّحّان. وعُمّر، وصار شيخ عصره. تكلَّم بعضهم في سماعه، وليس بشيء. أنا رأيتُ سماعَه في القدر الموجود من أصل أبي الهيثم، وأثنى عليه والدي.
وقال الأمير ابن ماكولا: سألتُ أبا الخير عن مولده، فقال: كان لي وقت ما سمعتُ الصحيح عشْر سِنين، وسمع في سنة ثمان وثمانين. توفّي في رمضان.