53 - محمد بن عتاب بن محسن، مولى عبد الملك بن أبي عتاب الجذامي، أبو عبد الله

53 - مُحَمَّد بْن عتاب بْن محسن، مَوْلَى عَبْد الملك بْن أَبِي عتاب الجذامي، أَبُو عَبْد اللَّه [المتوفى: 462 هـ]

مفتي قرطبة وعالمها.

وُلِد سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وروى عن أَبِي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد التجيبي، وأبي القاسم خلف بن يحيى، وأبي المطرف القنازعي، وسعيد بْن سلمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن نبات، ويونس القاضي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بشر القاضي، وأبي بَكْر بْن واقد القاضي، وأبي مُحَمَّد بن بنوش القاضي، وأبي أيوب بن عمرون القاضي، وأبي عُثْمَان بْن رشيق، وغيرهم.

قال ابن بشكوال: وكان فقيهًا، عالمًا، عاملًا، ورعًا، عاقلًا، بصيرًا بالحديث وطُرُقه، عالمًا بالوثائق لا يُجارى فيها، كتبها عمره فلم يأخذ عليها من أحدٍ أجرًا، وكان يحكي أنه لم يكتبها حَتَّى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلفاً. وكان متفنناً في فنون العلم، حافظًا للأخبار والأمثال والأشعار، صليبًا فِي الحق، مريدًا له، منقبضًا عن السلطان وأسبابه، جاريا على سنن الشيوخ متواضعًا، مقتصدًا فِي ملبسه، يتولى حوائجه بنفسه. وكان شيخ أَهْل الشورى -[169]- فِي زمانه، وعليه كان مدار الفتوى. دُعي إِلَى قضاء قُرْطُبَة مِرارًا، فأبى ذلك، وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها فِي الأخرى، ويقول: من يحسدني فيها جعله اللَّه مفتيا، وددت أني أنجو منها كفافًا. وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء، يأخذ بها فِي خاصة نفسه.

وذكره أَبُو علي الغساني، فقال: كان من جلّة العلماء الأثبات، وممن عني بالفقه وسماع الحديث دهره، وقيده فأتقنه، وكتب بخطه علمًا كثيرًا، أخذتُ عنه. إلى أن قال: توفي لعشر بقين من صفر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه مُحَمَّد بْن عباد.

قلت: رَوَى عَنْهُ ولده عبد الرحمن، وخلق من الأندلسيين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015