في ذي القعدة فرغت المدرسة النّظامية ببغداد، وقُرّر لتدريسها الشّيخ أبو إسحاق، فاجتمع النّاس فلم يحضر وسببه أنّه لقيه صبيٌّ، فقال: كيف تدرِّس في مكان مغصوب؟ فتشكَّك واختفى، فلما أيِسُوا من حضوره درَّس ابن الصبَّاغ مصنَّف " الشَّامل ". فلما بلغ نظامَ المُلْك الخبر أقام القيامة على العميد أبي سعْد. فلم يزل أبو سعد يرفق بالشّيخ أبي إسحاق حتَّى درَّس، فكانت مدّة تدريسه، أي ابن الصّباغ، عشرين يوماً. -[14]-
وفيها قُتِلَ الصُّليحيّ صاحب اليمن بالمَهْجَم في ذي القعدة؛ كذا ورَّخه ابن الأثير وورَّخه غيره سنة ثلاثٍ وسبعين.
قال ابن الأثير: أمِنَ الحاجّ في زمانه وأثنوا عليه، وكسا الكَعْبَة الحَريرَ الأبيض الصّينيّ.
قلت: ترجمته في سنة ثلاثٍ وسبعين.
وفيها بنى عميد بغداد على قبر أبي حنيفة قبّة عظيمة عالية وأنفق عليها الأموال.