106 - علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نُعيم، أبو الحسن البصْريّ الحافظ المعروف بالنُّعَيميّ، [المتوفى: 423 هـ]
نزيل بغداد.
حدَّث عن أحمد بن محمد بن العبّاس الأسْفاطيّ، وأحمد بن عُبَيْد الله النّهْردَيْرِيّ، ومحمد بن عَدِيّ بن زُحْر، وعليّ بن عمر الحربيّ.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان حافظًا، عارفا، متكلّما، شاعرا. وقد حدثنا عنه أبو بكر البرقاني بحديث، وسمعت الأزهري يقول: وضع النُّعَيْميّ على ابن المظفّر حديثًا، ثمّ تنبّه أصحاب الحديث له، فخرج عن بغداد لهذا السّبب، فغاب حتّى مات ابن المظفّر، ومات مَن عرف قصته في الحديث -[391]- ووَضْعه، ثمّ عاد إلى بغداد. سمعت أبا عبد الله الصُّوريّ يقول: لم أَرَ ببغداد أكمل من النُّعيميّ، كان قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب.
قال: وَكَانَ البرقاني يَقُولُ: هُوَ كاملٌ فِي كُلَّ شَيْءٍ لَوْلَا بأو فيه.
قلت: ومن شعره السّائر:
إذا أظمأتك أكفُّ اللّئامَ ... كَفَتْك القناعةُ شِبْعًا وَرِيّا
فكنْ رجُلًا رِجْلُهُ في الثّرى ... وهامةُ همَته في الثُّريّا
أبيَّا لِنائلِ ذي ثروةٍ ... تراه بما في يديه أبيَّا
فإنّ إراقةَ ماءَ الحيا ... ة دونَ إراقةِ ماءِ المُحيّا
مات النُّعيميّ في عَشْر الثمانين، وكان يحدِّث من حفظه، وتلك الهفوة منه كانت في شبيبته، وتاب.