67 - عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر بن غرسية، أبو المطرف القرطبي،

67 - عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن بِشر بن غِرْسِيَّة، أبو المطِّرف القُرْطُبيّ، [المتوفى: 422 هـ]

قاضي الجماعة ابن الحصّار، مولى بني فُطَيْس.

روى عن أبيه، وصَحِب أبا عمر الإشبيليّ وتفقّه به. وأخذ أيضًا عن أبي محمد الأصيليّ.

وكان من أهل العلم والتَّفَنُّن والذّكاء، ولاه عليّ بن حمود القضاء في صدر سنة سبع وأربعمائة، فسار بأحسن سيرة. فلما توفي عليّ وولي الخلافة أخوه القاسم أقره أيضا على القضاء، مضافا إلى الخطابة إلى سنة تسع عشرة، فعزله المعتمد بسعايات ومطالبات.

روى عنه أبو عبد الله بن عتّاب، وقال: كان لا يفتح على نفسِهِ بابَ رواية ولا مدارسة، وصَحِبته عشرين سنة. وذهَب في أوّل أمره إلى التكلم على " الموطأ "، وقرأته في أربعة أَنْفُس، فلمّا عُرِف ذلك أتاه جماعة ليسمعوا فامتنع.

وكنّا نجتمع عنده مع شيوخ الفتوى، فيشاوَر في المسألة، فيخالفونه فيها، فلا يزال يُحاجّهم ويستظهر عليهم بالرّوايات والكُتُب حتّى ينصرفوا ويقولوا بقوله.

قال ابن بَشْكُوال: سمعت أبا محمد بن عتاب، قال: حدثنا أبي مِرارًا قال: كنت أرى القاضي ابن بِشر في المنام في هيئته وهو مقبل من داره، فأسلّم -[378]- عليه، وأدري أنه ميت، وأسأله عن حاله وعمّا صار إليه، فكان يقول لي: إلى خير ويُسْر بعد شدّة. فكنت أقول له: وما تذكر من فضل العلم؟ فكان يقول لي: ليس هذا العلم، ليس هذا العلم. يُشير إلى علْم الرّأي، ويذهب إلى أنّ الّذي انتفع به من ذلك ما كان من علم كتاب الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تُوُفْي يوم نصف شعبان، ولم يأتِ بعده قاضٍ مثله، ووُلِد سنة أربع وستين وثلاثمائة.

قال ابن حزم في آخر كتاب " الإجماع ": ما لقيتُ أشدّ إنصافًا في المناظرة منه، ولقد كان من أعلم مَن لقيت بمذهب مالك، مع قُوتّه في علم اللُّغة والنَّحو ودقَّة فَهْمِه، رحمه الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015