261 - علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التَّهاميّ الشّاعر. [المتوفى: 416 هـ]
لَهُ " ديوان " صغير، فمن شِعْره:
أعطى وأكثر واسْتقلّ هِبَاته ... فاستحيت الأنواءُ وهي هواملُ
فاسمْ السَّحاب لَدَيْه وهو كنهور ... آلٌ وأسماء البُحُور جداول
وله في ولده:
حُكم المَنِيَّة في البريَّة جارِي ... ما هذه الدّنيا بدار قرارِ
منها:
إني لأرحمُ حاسدي لحرما ... ضمَّتْ صُدورهم مِن الأوغارِ
نظروا صنيعَ اللَّه بي فعيونُهم ... في جنّةٍ وقلوبُهم في نارِ
ومكلّف الأيامِ ضدَّ طِباعها ... متطلبٌ في الماء جذوة نارِ -[272]-
طُبعتْ عَلَى كدرٍ وأنت تريدُها ... صَفْوًا مِن الأقذاء والأقذارِ
وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنّما ... تبني الرَّجاء عَلَى شفيرٍ هارِ
منها:
جاورتُ أعدائي وجاورَ ربهُ ... شتان بين جوارهِ وجواري
وتلهبُ الأَحْشاء شيَّب مَفْرِقي ... هذا الشُّعاع شِواظُ تِلْكَ النارِ
وبَلَغَنَا أنّ التهَاميّ وصل إلى مصر خفيةً ومعه كُتب من حسّان بْن مفرج إلى بني قُرة فظفروا بِهِ، فقال: أَنَا مِن بني تميم، ثمّ عرفوا أنّه التهَاميّ الشّاعر، فسجنوه بمصر في خزانة البُنود، ثمّ قتلوه سرًا بعد أيّام، وذلك في جُمادى الأولى سنة ستّ عشرة.
وكان يتورَّع عَنْ الهجاء، بحيث أنّه يمتنع مِن كتابة شِعر فيه هَجْو.
ذكره ابن النجار وساق من نظمه، وقال: وُلد باليمن وطرأ إلى الشّام ومنها إلى العراق والجبل، ولقي الصّاحب بْن عَبّاد وصار مُعتزليا، ثمّ ردّ إلى الشّام. ثمّ ولي خطابة الرملة، وزعم أنه علوي.