60 - محمد بن عبد الواحد، صريع الدلاء، وقتيل الغواشي.

60 - محمد بن عبد الواحد، صريع الدلاء، وقتيل الغواشي. [المتوفى: 412 هـ]

ذكره ابن النّجّار فقال: بصْريّ سكن بغداد، وكان شاعرًا ماجنًا مطبوعًا، الغالب على شعره الهزل والمجون، وديوانه في مجلَّدة، سافر إلى الشّام، وتُوُفّي بديار مصر.

ومن شعره قصيدته:

قَلْقَلَ أحشائي تباريحُ الْجَويَ ... وبانَ صبْري حينَ حالفتُ الأسى

يا سادةً بانوا وقلبي عندهم ... مذ غبتم غاب عَنْ العين الكَرى

وإنْ تَغِبْ وُجُوهُكم عَنْ ناظري ... فذِكْرُكُم مستودعٌ طي الحشا

فسوف أسْلِي عنكُمُ خواطري ... بحُمُق يَعْجَبُ منه من وعى

وطرف أنظمها مقصورة ... إذ كنتُ قَصّارًا صَرِيعًا للدلا

مَن صفَع الناسَ ولم يَدَعْهُمُ ... أنْ يصفعُوهُ مِثْلَهُ قد اعتدى

مَن لبس الكتّان في وسط الشّتا ... ولم يغط رأسَه شكى الهوى

وألف حَمْل مِن متاع تستر ... أنفع للمسكين من لقط النَّوَى

والذَّقْنُ شَعْرٌ في الوجُوه نابِتٌ ... وإنّما الدُّبْرُ الَّذِي تحت الخُصَا -[212]-

والْجَوْزُ لا يؤكَلُ مَعَ قُشُوِرِه ... ويُؤْكَل التَّمْرُ الجديدُ باللبا

مَن طَبَخَ الدّيكَ ولا يذبَحُهُ ... طار من القدر إلى حيث انتهى

والند لا يعدِلهُ في طِيبِه ... عند البُخُور أبدًا ريح الخرا

من أدخلت في عينه مسلة ... فسله من ساعته كيف العمى

مَن فاتَهُ العِلْمُ وأخْطَاهُ الغِنَى ... فَذَاكَ والكلْبُ عَلَى حدّ سَوَى

في أبيات.

قَالَ أبو طاهر أحمد بْن الحَسَن الكُرْجيّ: مات صريع الدلاء القصار بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

وقال ابن عساكر: صريع الدَّلاء بصْريّ، يحكي في شِعْره أصوات الطُّيور، وكان ماجنًا، قِدم دمشق واجتمع بعبد المحسن الصوري بصيدا. حكى عَنْهُ أبو نصر بْن طلاب.

ومن شِعره:

ومَن كَانَ مُستهترًا بالمِلاح ... وكان مِن الصُفْرَ صِفْرًا صُفِعْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015