231 - عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم، أبو سعد النيسابوري الواعظ الزاهد المعروف بالخركوشي،

231 - عَبْد الملك بْن أَبِي عثمان محمد بْن إبراهيم، أبو سعد النَّيْسابوريّ الواعظ الزّاهد المعروف بالخَركْوُشيّ، [المتوفى: 407 هـ]

وخركوش: سكّة بمدينة نيسابور.

روى عَنْ حامد بْن محمد الرّفّاء، ويحيى بْن منصور القاضي، وإسماعيل بْن نُجَيْد، وأبي عَمْرو بْن مطر. وتفقّه علي أَبِي الحَسَن الماسَرْجِسيّ، وسمع بالعراق ودمشق، وحجّ وجاوَرَ، وصحِبَ الزُّهّاد. وكان لَهُ القبول التّام.

وصّنف كتاب " دلائل النُّبُوَّة "، وكتاب " التّفسير "، وكتاب " الزُّهْد " وغير ذَلِكَ.

قَالَ الحاكم: أقول إنيّ لم أرَ أجمع منه علمًا، وزُهدًا، وتواضعًا، وإرشادًا إلى الله، وإلى الزُّهْد في الدّنيا، زاده الله توفيقًا وأسعدنا بأيّامه، وقد سارت مصنّفاته في المسلمين.

وقال الخطيب: كَانَ ثقة ورعًا صالحًا. -[121]-

قلت: روى عَنْهُ الحاكم وهو أكبر منه، والحسن بْن محمد الخلال، وعبد العزيز الْأزجي، وَأَبُو القاسم التّنُوخيّ، وعليّ بْن محمد الحِنّائيّ، وأبو القاسم القُشيري، وأبو صالح المؤذّن، وأبو عليّ الأهوازيّ، وأبو بَكْر البَيْهَقيّ، وأبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، وأحمد بْن عليّ بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بْن عثمان الإصبهانيّ البَيَّع، وآخرون.

وتوفي سنة سبْعٍ في جَمَادَى الأولى.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو روح إجازة، قال: أخبرنا زاهر قال: أخبرنا علي بن عثمان بن محمد البيع سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، قال: حدثنا الأُسْتَاذُ أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عثمان إملاء في سنة ست وتسعين وثلاثمائة قال: حدثنا يحيى بن منصور، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ عُبيد اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَامَ سُراقة بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْشُمٍ المُدلجي فَقَالَ: يَا نَبِيَّ الله حدثنا حديث قوم كأنما ولدنا الْيَوْمَ، عُمرتنا هَذِهِ لعامِنا هَذَا، أَمْ لِلأَبَدِ؟ قَالَ: لا، بَلْ لأَبَدِ الأَبَدِ.

كَانَ أبو سعد ممّن وُضع لَهُ القبول في الأرض، وكان الفقراء في مجلسه كالأمراء، وكان يعمل القَلانِس ويبيعها، ويأكل من كسْب يمينه. بني في سكته مدرسةً ودارا للمرضى، ووقف عليها الأوقاف، وله خزانة كُتب كبيرة موقوفة. فالله يرحمه.

وذكر ابن عساكر أنّه كَانَ أشعريّا.

وقال محمد بْن عُبيد الله الصّرّام: رَأَيْت الأستاذ أبا سعْد الزّاهد بالمصلى للاستسقاء عَلَى رأس الملأ، وسَمِعْتُهُ يصيح:

إليكَ جئنا وأنت جئتَ بنا ... وليس ربٌ سواك يُغنينا -[122]-

بابُك رحبُ فناؤهٌ كرمٌ ... تُؤي إلى بابك المساكينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015