363 - محمد بن النعمان بن محمد بن منصور، أبو عبد الله المغربي الفقيه،

363 - مُحَمَّد بْن النُّعْمَان بْن مُحَمَّد بْن منصور، أَبُو عَبْد اللَّه المغربي الفقيه، [المتوفى: 389 هـ]

قاضي ديار مصر وابْن قاضيها وأخو قاضيها لبني عُبَيْد.

قَالَ ابن زُولاق: لم نُشاهِد بمصر لقاض من الرياسة ما شاهدنا لمحمد بْن النُّعْمَان، ولا بلغنا ذَلِكَ عَنْ قاضٍ بالعراق، قَالَ: ووافق ذَلِكَ استحقاقًا لِما فِيهِ من العِلْم والصيانة والتحفُّظ والهَيْبَة وإقامة الحقّ.

قلت: وكان عَلَى دين بني عُبَيْد، مظهرا للرفض، مبطنا لأمور، نسأل اللَّه العفوَ. -[654]-

وله شِعْر رائقٌ، فمنه:

أيا مُشْبهَ البدرِ بدرِ السماء ... لخمسٍ وسبعٍ مضتْ واثنتينِ.

ويا كاملَ الحُسْنِ فِي فِعْلِه ... شَغَلْتَ فؤادي وأسْهَرْتَ عيني

فهل ليَ فِي مطمعٍ أرتجيه ... وإلا انصرفتُ بخُفَّيْ حُنَيْنِ

ويشمتُ بي شامتٌ فِي هَوَاك ... ويُفصح لي ظلّت صُفْرَ اليَدَيْنِ

فإمّا مَنَنْتَ وإما قدرت ... فأنت قدير عَلَى الحالتينِ

وفي سنة ثلاثٍ وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف عَلَى القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عَبْد العزيز عَلَى الدوام، وارتفعت رتبة قاضي القضاة مُحَمَّد، حتى أقعده العزيز صاحب مصر عَلَى المنبر معه يوم عيد النَّحر، سنة خمسٍ وثمانين، وهو الَّذِي غسَّل العزيز، لما مات، وازدادت عظمته فِي أيام الحاكم ثم إنه تعلل، ولازمه النُّقْرُسُ والقَوْلَنْجُ، ومات فِي صفر من سنة تسع وثمانين، وأتى الحاكم إلى داره وشيَّعه.

وكان مَوْلِده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة، ووُلّي بعده ابن أخيه أَبُو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن النُّعْمَان قضاء القُضاة، ثم إنه عزل في سنة أربع وتسعين، وضربت رقبته وأحرق لقصّةٍ يطول شرحها، ووُلِّي بعده أَبُو القاسم عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد المذكور، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة، ووُلِّي بعده القضاء أَبُو الْحَسَن مالك بْن سَعِيد الفارقي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015