1 - أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، الإمام أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني الفقيه الشافعي الحافظ.

1 - أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس، الإمام أبو بكر الإسماعيلي الْجُرْجاني الفقيه الشافعيّ الحافظ. [المتوفى: 371 هـ]

وُلد سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين، وسمع من الزاهد محمد بن عمران المقابري الْجُرْجاني سنة تسعٍ وثمانين ومائتين، وسمع قبل ذلك.

قال حمزة السَّهْمي: سمعته يقول: لما وَرَد نَعيُّ محمد بن أيّوب الرّازي دخلت الدّار وبكيت وصرخت ومزّقت على نفسي القميص، ووضعت التُّراب على رأسي، فاجتمع عليّ أهلي ومَن في منزلي، وقالوا: ما أصابك؟ قلت: نُعِيَ إليّ محمد بن أيّوب الرّازي، منعتموني الارتحال إليه. فسَلُوا قلبي، وأذِنوا لي بالخروج عند ذلك، وأصحبوني خالي إلى نسًا إلى الحَسَن بن سُفْيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه، وقال: لم يكن هاهُنا طاقة، فقدمت عليه وسألته أنّ أقرأ عليه " المُسْنَد " وغيره، فكان ذلك أوّل رحلتي في الحديث، ورجعت.

قلت: كان هذا في سنة أربعٍ وتسعين، فإنّ فيها تُوُفّي محمد بن أيّوب.

قال: ثم خرجت إلى بغداد سنة ستٍّ وتسعين، وصَحِبَني بعضُ أقربائي.

قلت: سَمِعَ: إبراهيم بن زهير الحلواني في هذه النَّوْبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، ويحيى بن محمد الحِنّائي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيَضًا بها من يوسف بن يعقوب القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي. وسمع بالكوفة من محمد بن عبد الله الحضرمي -[354]- مطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وإسماعيل بن محمد المُزني صاحب أبي نُعَيم، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وبالبصرة من محمد بن حِبّان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الْجُمَحي، وبالأنبار من بهلول بن إسحاق التَّنُوخي، وسعيد بن عجب، وبالأهواز من عَبْدان، وبالمَوْصِل من أبي يعلى، وأشباههم.

وصنف " الصحيح " و " المعجم " وغير ذلك.

رَوَى عَنْهُ: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العبدويي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الحسن محمد بن علي الطّبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الْجَرْجَرائي الحافظ، وعبد الواحد بن محمد بن منير العَدْل، وأبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي سبْط الشيخ، وطائفة سواهم.

وقال حمزة: سمعت الدَارقُطْنيّ يقول: كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.

قال حمزة: وسمعت أبا محمد الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر الإسماعيلي أن يصنّف لنفسه سنناً، ويختار على حسب اجتهاده، فإنّه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كَتَبَ، ولِغَزَارة علمه وفَهْمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع كتاب محمد بن إسماعيل؛ فإنّه كان أَجَلَّ من أن يتبع غيره، أو كما قال.

وقال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء وأجلَّهم في الرياسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه.

قال حمزة: وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنف، فكنت أخبره بما صنّف من الكتب وجمع من المسانيد والمُقِلَّين، وتخريجه على كتاب البخاري، وجميع -[355]- سيرته، فيعجب من ذلك، وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن.

قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظّفر الحافظ يحكون جَوْدَةَ قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأ غيره.

قال حمزة: تُوُفّي في غُرَّة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربعُ وتسعون سنة.

قلت: ورأيت له مجلَّدًا من مُسْنَدِ كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلّد أو أكثر، فإنّ هذا المجلّد فيه بعض مُسْنَد عمر يدلّ على إمامة، وله " مُعْجَم شيوخه " مجلّد صغير، رواه عنه أبو بكر البَرْقَانيّ، يقول فيه: كتبت في صِغَري إملاءَ بخطّي في سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن سِتّ سنين، فضبطّتُه ضبّط مثلي ذلك الوقت، على أنّي لم أخرج من هذه البابة شيئاً فيما صنفت من السُّنَن وأحاديث الشيوخ. وقد أخذ عن أبي بكر ابنه أبو سعد، وفقهاء جُرْجان.

قال القاضي أبو الطّيّب: دخلت جُرْجَان قاصدًا إليه وهو حيّ، فمات قبل أن ألقاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015