323 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ

323 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان، أبو محمد الأصبهاني الحافظ، أبو الشيخ [المتوفى: 369 هـ]

صاحب التصانيف.

وُلد سنة أربعٍ وسبعين ومائتين. وسمع في صِغره جدّه لأُمَّه محمود بن الفرج الزاهد، وإبراهيم بن سعدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس أصبهان، ومحمد بن أسد المَدِيني، وأحمد بن محمد بن علي الخُزاعي، وعبد الله بن محمد بن زكريّا، وإبراهيم بن رُسُتَة، وأبا بكر أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم، وأبا بكر أحمد بن عمرو البزار، وإسحاق بن إسماعيل الرّمْلي.

وأوّل سماعه سنة أربعٍ وثمانين، ورحل فسمع بالبصْرة من أبي خليفة وغيره، وببغداد من أحمد بن الحسن الصوفي وطبقته، وبمكة المفضل الجندي وغيره، وبالموصل من أبي يَعْلَى، وبحرّان من أبي عَرُوبة، وبالرّيّ وأماكن أُخَر.

وكان حافظًا، عارفًا بالرّجال والأبواب، كثيَر الحديث إلى الغاية، صالحًا، عابدًا، قانتاً لله، صنف تاريخ بلده، و" التاريخ على السّنين "، وكتاب " السنة "، وكتاب " العظمة "، وكتاب " ثواب الأعمال "، وكتاب " السُّنَن ". وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه.

رَوَى عَنْهُ: أبو سعد الماليني، وأبو بكر بن مَرْدَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو نُعَيم، ومحمد بن علي بن سمويه المؤدّب، وسفيان بن حَسَنكَوَيْه، وأبو بكر محمد بن علي بن بهروزمرد، والفضل بن -[306]- محمد القاساني، وحفيده محمد بن عبد الرّزّاق بن عبد الله، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرّحيم الكاتب، وخلق سواهم.

قال أبو بكر بن مردويه: ثقة مأمون، صنف " التفسير "، والكتب الكثيرة في الأحكام وغيره.

وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظا ثبتا متقنا.

وعن بعضهم، قال: ما دخلت على الطبراني إلا وهو يمزح ويضحك، وما دخلت على أبي الشيخ إلا وهو يصلي.

وقال أبو نُعَيم: كان أحد الأعلام، صنّف الأحكام والتّفسير، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنّف لهم ستّين سنة، وكان ثقة.

أخبرنا علي بن عبد الغني المعدّل في كتابه، أنّه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النَّوم كأنّي دخلت مسجد الكوفة، فرأيت في وسطه شيخاً طوالاً لم أر شيخا قطّ أحسن منه، وعليه ثياب بيض، فقيل لي: أتعرف هذا؟ قلت: لا، فقيل لي: هو أبو محمد بن حَيّان، فخرجت خلفه، وقلت له: أنت أبو محمد بن حَيّان؟ قال: أنا أبو محمد بن حيان، قلت: أليس قد مُتَّ؟ قال: بلى، قلت: فبالله، ما فعل الله بك؟ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ، إلى آخر الآية، فقلت: أنا يوسف بن خليل الدّمشقي جئت لأسمع حديثك وأُحَصّل كُتُبَك، فقال: سلّمك الله، وفَّقك الله، ثمّ صافحته، فلم أر شيئًا قطّ ألْيَن من كفّه، فَقَبّلتُها ووضعتها على عيني.

تُوُفّي أبو الشيخ فيما ذكر أبو نُعَيم في سَلْخِ الْمُحَرَّم من السنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015