58 - محمد بن هانئ، أبو القاسم وأبو الحسن الأزدي الأندلسي.

58 - محمد بن هانئ، أبو القاسم وأبو الحسن الأَزْدي الأندلُسي. [المتوفى: 362 هـ]

قيل: إنّه من ذرّية المهلّب بن أبي صُفْرَةَ.

كان أبوه شاعرًا أديبًا، وأمّا هو فحامل لواء الشعر بالأندلس، وُلد بأشبيلية، واشتغل بها. وكان حافظًا لأشعار العرب وأخبارها، اتّصل بصاحب إشبيلية وحظي عنده، فمن شعره:

ولما التقت ألحاظنا ووشاتنا ... وأعلن شوق الوشي ما الْوَشْيُ كاتمُ

تنفُس أنسيّ من الخِدْر ناشر ... فأسْعِدَ وحْشيّ من السّدر باغمُ

وقلن:

عَشِيّةَ لا آوي إلى غير ساجع ... ببَينك حتى كلُّ شيءٍ حَمائمُ

قطًا سارٍ سمعتُ حَفيفه ... فقلت: قلوب العاشقين الحوائمُ

وكان مُنْهمِكًا في اللّذّات والمُحرّمات، مُتَّهمًا بدين الفلاسفة. ولقد هَمُّوا بقتّله، فأشار عليه مخدومه بالاخُتفاء، فهرب من الأندلس إلى المغرب، واجتمع بالقائد جوهر فامتدحه، ثم اتّصل بالمعزّ أبي تميم الذي بنى القاهرة، فامتدحه، فوصله، وأنعم عليه، ثم إنّه شرب عند أناسٍ وأصبح مخنوقًا.

وقيل: لم يُعْرَف سبب موته، وهلك في رجب سنة اثنتين وستّين عن نيّفٍ وأربعين سنة.

وله " ديوان " كبير في المدْح، وقد يفضي به المديح إلى الكُفْر، وليس يلحقه أحد في الشعر من أهل الأندلس، وهو نظير المتنبي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015