-ع: أبو مَسْعُود البدْريّ [المتوفى: 40 ه]
ولم يكن بدريًّا بل سكن ماءً ببدْر فنسب إليه، بل شهد العقبة، وكان أصغر من السَّبعين حينئذٍ.
اسمه عُقْبَة بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن أُسَيرة بْن عُسَيْرة الْأَنْصَارِيّ. نزل الكوفة وكان من الفقهاء. -[376]-
رَوَى عَنْهُ: ابنه بشير بْن أبي مَسْعُود، وأوْس بْن ضَمْعَج، ورِبْعيُّ بْن حراش، وعلقمة، وهمام بن الْحَارِث، وقيس بْن أبي حازم، وأبو وائل، وآخرون.
وقال الحكم بْن عُتَيْبة: كان بدريًا.
وقال ابنُ أبي ذئب: قال عُمَر لأبي مَسْعُود الأَنْصَاري: نُبِّئتُ أنّك تفُتي النّاس، ولستَ بأميرٍ، فَوَلِّ حارَّها من تولّى قارَّها.
وقال خليفة: لمّا خرج عليّ يريد مُعَاوِيَة استخلف أَبَا مَسْعُود على الكوفة.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ أَبَا مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ عَلَى الْكُوفَةِ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: قَدْ وَاللَّهِ أَهْلَكَ اللَّهُ أَعْدَاءَهُ وَأَظْهَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَقُولُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعُدُّهُ ظَفَرًا أَنْ تَظْهَرَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ عَلَى الأُخْرَى. قَالُوا: فَمَهْ؟ قَالَ: الصُّلْحُ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ ذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اعْتَزِلْ عَمَلَنَا. قَالَ: مِمَّهْ؟ قَالَ: إِنَّا وَجَدْنَاكَ لا تَعْقِلُ عَقْلَةٌ. فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أمَّا أَنَا فَقَدْ بَقِيَ فِي عَقْلِي أَنَّ الآخَرَ شَرٌّ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَامَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَقَالَ: مَنْ كَانَ تَخَبَّأَ فَلْيَظْهَرْ، فَإِنْ كَانَ إِلَى الْكَثْرَةِ، فَإِنَّ أَصْحَابَنَا أَكْثَرُ، وَمَا يُعَدُّ فَتْحًا أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الْحَيَّانِ، فَيَقْتُلُ هَؤُلاءِ هَؤُلاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلا رَجْرَجَةٌ مِنْ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ، ظَهَرَتْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ. وَلَكِنَّ الْفَتْحَ أَنْ يَحْقِنَ اللَّهُ دِمَاءَهُمْ، وَيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ.
قال المدائني وغيره: تُوُفيّ سنة أربعين. وقال خليفة تُوُفيّ قبل الأربعين.
وقال الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ فِي شرحه للبُخاري: الجمهور على أنّه -[377]- سكن بدْرًا، ولم يشهدها، وقال أربعة كبار شَهِدُوها. قاله الزُّهْرِيّ، وابن إسحاق، والبُخاريّ، والحَكَم.
وقال الواقدي: مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة.
وله مائة حديث وحديثان، اتّفقا منها على تسعة، وانفرد الْبُخَارِيّ بحديث، ومسلم بسبعة.