عبد الرحمن بن ملجم المرادي

-عَبْد الرَّحْمَن بْن مُلْجَم المُرَادِيّ [المتوفى: 40 ه]

قاتل عليّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه -.

: خارجيّ مُفْتَرٍ، ذكره ابنُ يُونُس فِي " تاريخ مصر " فقال: شهِدَ فتح مصر، واختطّ بها مع الأشراف. وكان ممّن قرأ القرآن، والفقة. وهو أحد بني تدُول، وكان فارسهم بمصر. قرأ القرآن على مُعاذ بْن جبل. وكان من العُبّاد. ويقال: هُوَ الذي أرسل صبيغا التميمي إلى عمر فسأله عما سأله من مُسْتَعْجَم القرآن.

وقيل: إنّ عُمَر كتب إِلَى عَمْرو بْن العاص: أنْ قَرّبْ دار عَبْد الرَّحْمَن بْن مُلْجم من المسجد ليُعَلِّم النّاس القرآن والفقه، فوسَّع له مكان داره، وكانت إِلَى جانب دار عَبْد الرَّحْمَن بْن عُدَيْس البَلَوِيّ، يعني أحد من أعان -[374]- على قتْل عُثْمَان. ثُمَّ كان ابنُ مُلْجم من شيعة عليّ بالكوفة سار إليه إِلَى الكوفة، وشهد معه صِفِّين.

قلت: ثُمَّ أدركه الكتاب، وفعل مَا فعل، وهو عند الخوارج من أفضل الأمَّة، وكذلك تُعَظِّمُهُ النُّصَيْرِيَّةُ.

قال الفقيه أبو مُحَمَّد بْن حزم: يقولون إنّ ابنُ مُلْجَم أفضل أَهْل الأرض، خلّص روح اللاهوت من ظُلْمة الجَسَد وكَدَره، فاعْجَبُوا يا مسلمين لهذا الجنون.

وَفِي ابنُ مُلْجَم يقول عُمَران بْن حطّان الخارجيّ:

يا ضربة من تُقيً مَا أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره حينا فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا

وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق فِي الآخرة. وهو عندنا أَهْل السُّنَّةِ ممّن نرجو له النار، ونجوِّز أن الله يتجاوز عَنْهُ، لَا كما يقول الخوارج والروافض فِيهِ. وحُكْمه حُكْم قاتِل عُثْمَان: وقاتل الزبير، وقاتل طَلْحَةَ، وقاتل سَعِيد بْن جُبَيْر، وقاتل عمّار، وقاتل خارجة، وقاتل الْحُسَيْن. فكلّ هؤلاء نبرأ منهم ونبغضهم فِي الله، وَنَكِلُ أمورَهُمْ إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015