62 - أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى بْن الأزهر. القاضي أبو العباس البرتي الحنفي الفقيه الحافظ الحجة. [الوفاة: 271 - 280 ه]
وُلِدَ قبل المائتين،
وسَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وأبا حُذَيْفة النهدي، وأبا الْوَلِيد، والقعنبي، وعاصم بْن عليّ، وأبا عُمَر الحوضي، وطبقتهم. وَأَخَذَ الفقه عَنْ: أبي سُلَيْمَان الجوزجاني الفقيه صاحب محمد بْن الْحَسَن.
وَعَنْهُ: ابن صاعد، وابن مخلد، وإسماعيل الصفار، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل بن زياد، وطائفة. -[499]-
قَالَ الخطيب: ولي قضاء بغداد بعد وفاة أبي هشام الرِّفَاعِيّ.
قَالَ طَلْحَةُ بْن محمد بْن جَعْفَر: مات أبو هاشم سنة تسعٍ وأربعين، فاستقضى أَحْمَد بن محمد البرتي. وكان رجلًا من خيار المسلمين، دينًا، عفيفًا، على مذهب أَهْل العراق. وكان من أصحاب يحيى بْن أكثم. وكان قبل ذلك يتقلد واسطًا. روى كتب محمد بن الْحَسَن، عن أبي سُلَيْمَان الجوزجاني. وحدث بحديث كثير.
وقَالَ الخطيب: كان ثقة ثبتًا حجة يذكر بالصلاح والعبادة.
ثُمَّ قَالَ: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الضبي، قال: حدثنا محمد بن صالح الهاشمي القاضي، قال: حدثنا أبو عُمَر محمد بْن يوسف القاضي قَالَ: ركبت يوماًَ مع إِسْمَاعِيل القاضي إِلَى أَحْمَد بْن محمد بْن عِيسَى البرتي، وهو ملازم لبيته، فرأيت شيخًا مصفارًا، أثر العبادة عليه. ورأيت إسماعيل أعظمه إعظامًا شديدًا، وسأله عن نفسه وأهله وعجائزه. وجلسنا عنده ساعة وانصرفنا. فقال لي إِسْمَاعِيل: يا بني، تدري من هَذَا الشَّيْخ؟ قلت: لا. قَالَ: هَذَا البرتي القاضي، لزم بيته واشتغل بالعبادة. هكذا تكون القضاة، لا كَمَا نَحْنُ.
وعن العلاء بْن صاعد قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد دخل عليه القاضي البرتي، فقام إليه وصافحه وقَالَ: مرحبًا بالذي يعمل بسنتي وأثري. قَالَ: فذهبت وبشرته بالرؤيا.
ووثقه الدّارَقُطْنِيّ.
وقَالَ أَحْمَد بْن كامل: كان إِسْمَاعِيل القاضي يقدم البرتي على كافة أقرانه فِي القضاء والرواية والعدالة.
قلت: وقع لنا مسند أبي هُرَيْرَةَ للبرتي بإسناد عالٍ.
تُوُفيّ فِي ذي الحجة سنة ثمانين.