-الْحَكَمُ بْن أَبِي الْعَاصِ بْن أُمَيَّةَ بْنِ عَبْد شمس بْن عبد مناف الأْمَوِيّ أَبُو مروان. [المتوفى: 31 ه]
وكان له من الولد عشرون ذكرًا وثمان بنات، أسلم يوم الفتح، وقدِم المدينة، فكان فيما قيل يُفْشي سرَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فطرده وسبَّه، وأرسله إلى بطن وَجّ، فلم يزل طريدًا إلى أنْ وُلِّيَ عثمان، فأدخله المدينة ووصل -[199]- رحِمَه وأعطاه مائة ألف دِرْهَمْ، لأنّه كان عمّ عثمان بْن عفان. وقيل: إنّما نفاه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطّائف لأنّه كان يَحْكِيه في مِشْيَته وبعض حركاته.
وقد رُوِيَت أحاديث مُنْكرة في لَعْنه لَا يجوز الاحتجاج بها، وليس له في الجملة خصوص الصُّحبة بل عمومها.
قَالَ حماد بْن سَلَمة وجرير، عَنْ عطاء بْن السّائب، عَنْ أبي يحيى النَّخْعيّ قَالَ: كنت بين مروان، والحَسَن، والحسين، والحسين يُسَابُّ مروان، فَقَالَ مروان: إنّكم أهل بيتٍ ملعونون، فغضب الحَسَن وَقَالَ: والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في صُلْبه، أَبُو يحيى مجهول.
وَقَالَ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في المنام كأنّ بني الحَكَم ينزون على منبره، فأصبح كالمتغّيظ، وَقَالَ: " مالي رأيت بني الحَكَم ينزون على منبري نزْوَ القِرَدَةَ ".
وَقَالَ مُعْتَمر بْن سليمان، عَنْ أبيه، عَنْ حَنَش بْن قيس، عَنْ عطاء، عَنِ ابن عُمَر قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل عليٌّ يقود الحَكَم بأُذُنه فَلَعَنه نبيّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثا، قال الدارقطني: تفرد معتمر.
وقال جعفر بن سليمان الضبعي: حدثنا سعيد أخو حماد بْن زيد، عَنْ عليّ بن الحكم، عَنْ أبي الحسن الجزْريّ، عَنْ عمرو بْن مُرّة - وله صُحْبة - قَالَ: استأذن الحَكَم بْن أبي العاص عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أئذنوا له لَعَنَهُ الله وكلَّ مَنْ خَرَجَ من صُلْبه إلَّا المؤمنين "، إسناده فيه من يُجْهل.
وعن عبد الله بْن عمرو قَالَ: كان الحَكَم يجلس إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينقل حديثه إلى قُرَيش، فلعنه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ يخرج من صُلْبه إلى -[200]- يوم القيامة. تفرد به سليمان بْن قَرْم، وهو ضعيف.
وقال أحمد في " مسنده ": حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا عثمان بْن حُكَيْم، عَنْ أبي أمَامة بْن سهل، عَنْ عبد الله بْن عمرو قَالَ: كنا جُلُوسًا عند النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَيَدْخُلَنَّ عليكم رجلٌ لعين، فما زلت أتشَّوفُ حتّى دخل فلانٌ، يعني: الحكم.
وَقَالَ الشَّعْبِيّ: سمعت ابن الزُّبَيْر يَقُولُ: وربّ هذا البيت إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إسناده صحيح.
وعن إسحاق بْن يحيى، عَنْ عمّته عائشة بنت طلحة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حُجْرته، فسمع حِسًّا فاستنكره، فذهبوا فنظروا فإذا الحَكَم يطّلع على النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلعنه وما في صُلْبه ونفاه. رواه محمد بْن عثمان بْن أبي شَيْبَة، عَنْ عُبَادة بْن زياد أنّ مُدْرك بْن سليمان الطّائيّ حدّثه عَنِ إسحاق فذكره.
وَقَالَ أَبُو سَلَمة التَّبُوذكي: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عثمان بن حكيم، قال: حدثنا شُعَيْب بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يدخل عليكم رجلٌ لعين "، قَالَ: وكنت تركت أبي يلبس ثيابه، فأشفقت، فدخل الحَكَم بْن أبي العاص.