أي لأنه هو ما يرتفع إليهم من الأرض " ثم سألني عن رفعه في ذلك العام فقلت له: رفع القاضي سبعة إمداد من شعير وثلاثة إمداد من قمح " (?) ، وهكذا.

أما اللغة المحكية فقد ظلت مزدوجة إلى عهد طويل، وكان الناس في قرطبة يتكلمون اللغة اللاتينية في أحد أشكالها الرومانية إلى جانب العربية. والعرب يطلقون على اللغة السائدة في الأندلس اسم " الأعجمية "، ومنها ثلاث لهجات كبرى وهي الارغونية والبلنسية والقشالية، كما كانت اللهجة البشقية لغة الأكثرية من أهالي بنبلونة والمنطقة الجبلية من حولها (?) . ولم تقض العربية على هذه اللهجات، بل ظلت هي الغالبة في بعض الأرياف والبوادي، ويحدثنا ابن حزم في الجمهرة ان قبائل بلي لا تحسن الكلام باللطينية لكن بالعربية فقط نساؤهم ورجالهم (?) ، كأن شيوع اللاتينية بين القبائل الأخرى كان أمراً طبيعيا. وتعلم لغة السكان الأصليين كثير من العرب، حتى كان بعض القضاة يتكلمونها. حكى الخشنى عن رجل من الشهود يدعى ابن عمار كانت له بغلة هزيلة تلوك لجامها طول النهار على باب المسجد فتقدمت امرأة إلى القاضي فقالت له بالعجمية: يا قاضي أنظر لشقيقتك هذه (تعني نفسها) ؟ فقال لها بالعجمية: لست أنت شقيقي إنما شقيقي بغلة ابن عمار التي تلوك لجامها على باب المسجد طول النهار (?) . ونقيض هذا أن والد نصر الفتى صاح بالعجمية على القاضي وهو منصرف ليقف، فقال القاضي قولوا له بالعجمية أن القاضي قد أدركته الملالة والسآمة (?) . فقوله: قولوا له، يعني انه لا يعرف العجمية. وكان بقرطبة شيخ أعجمي اللسان مقدما عند القضاة مقبول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015