" غررت بي يا إسحاق " وكان إسحاق من رجال ابن حفصون فغلب مع صاحب له، فقال صاحبه له هذه الكلمة وهما يرفعان على الخشبة فذهبت مثلا (?) .
الاستقلال اللغوي:
أما ظاهرة الاستقلال اللغوي فلست أعني بها فحسي تميز اللهجة الأندلسية الدارجة ونموها مع الزمن وإنما اعني أيضاً ما نبت في البيئة الأندلسية عامة من تعبيرات ومصطلحات لو سمعها أهل المشرق لما عرفوا مدلولها، وهذا شيء وان لم يكن خاصا بالأندلس فانه يستحق التمييز والتنويه، وتشمل تلك المصطلحات والتعبيرات، شئون الإدارة والمال، والمسميات الجديدة، وأسماء النباتات، بل وما يدل على الأدوات والأمور اليومية. ويكفي ان يقرأ المرء كتابا مثل " قضاة قرطبة " للخشبي، حتى يجد أن هناك تعبيرات تختص بالبيئة الأندلسية في الأحوال والهيئات والحركات، وأنها غامضة على القارئ المشرقي، وقد أدرج دوزي في " ملحق المعاجم العربية " من تأليفه عددا كبيرا من هذه الألفاظ والتعبيرات وهذه نماذج منها:
المسدد: هو القاضي أو الحاكم الذي يتولى شئون بلدة صغيرة (?) .
الداربون: هم الطوافون بالليل للعسس، وإنما سمعوا بذلك لان بلاد الأندلس لها دروب بإغلاق بعد العتمة، ولكل زقاق فيه " دراب " له سراج معلق، وكلب يسهر، وسلاح معد (?) .
الاقروف والغفارة: قال الخشبي يصف أحد القضاة: " فجلس للحكم.. وفي رأسه أقروف ابيض وغفارة بيضاء " (?) ويبدو أن الاقروف