الأقسام السبعة التي لا يؤلف عاقل عالم إلا في أحدها (?) ، وهي إما شيء يخترعه لم يسبق إليه أو شيء ناقص يتمه مستغلق يشرحه أو شيء طويل يختصره دون ان يخل بشيء من معانيه أو شيء متفرق يجمعه أو شيء مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه صاحبه يصلحه. وأما التآليف المقصرة عن مراتب غيرها فلم نلتفت إلى ذكرها، وهي عندنا من تأليف أهل بلدنا اكثر من ان يحاط بعلمها.

18 - وأما علم الكلام فان بلادنا وان كانت لم تتجاذب فيها الخصوم، ولا اختلفت فيها النحل، فقل لذلك تصرفهم في هذا الباب، فهي على كل حال غير عرية عنه، وقد كان فيهم قوم يذهبون إلى الاعتزال، نظار على اصوله، ولهم فيه تآليف منهم: خليل بن إسحاق (?) ويحيى بن السمينة (?) والحاجب موسى بن حدير (?) وأخوه الوزير صاحب المظالم، وكان داعية إلى الاعتزال لا يستتر بذلك.

19 - ولنا على مذهبنا الذي تخيرناه من مذاهب أصحاب الحديث كتاب في هذا المعنى، وهو وان كان صغير الجرم، قليل عدد الورق، يزيد على المائتين زيادة يسيرة، فعظيم الفائدة، لانا أسقطنا فيه المشاغب كلها، وأضربنا عن التطويل جملة، واقتصرنا على البراهين المنتخبة من المقدمات الصحاح الراجعة إلى شهادة الحس وبديهة العقل بالصحة، ولنا فيما تحققنا به تآليف جمة، منها ما قد تم، ومنها ما شارف التمام، ومنها ما قد مضى منه صدر، ويعين الله تعالى على بقيه، لم نقصد به قصد مباهاة، فنذكرها، ولا أردنا السمعة فنسميها، والمراد بها ربنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015