الحياة بعد. وها هنا قصة لا ينبغي ان تخلوا رسالتنا عنها، وهي: ان أبا الوليد عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بابن الفرضي حدثني ان أبا الجيش مجاهدا صاحب الجزائر ودانية وجه إلى أبي غالب أيام غلبته على مرسية، وابو غالب ساكن بها، ألف دينار أندلسية، على ان يزيد في ترجمة الكتاب المذكور " مما ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد " فرد الدنانير وابي من ذلك، ولم يفتح في هذا بابا البتة وقال: والله لو بذل لي الدنيا على ذلك ما فعلت، ولا استجزت الكذب، لأني لم اجمعه له خاصة، بل لكل طالب [عامة] (?) . فأعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها، واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها. ومنها كتاب احمد بن أبان ابن سيد (?) في اللغة المعروف بكتاب " العالم " نحو مائة سفر على الأجناس، في غاية الايعاب، بدأ بالفلك، وختم بالذرة، وكتاب " النوادر " (?) لأبي علي إسماعيل بن القاسم وهو مبار لكتاب " الكامل " لأبي العباس المبرد، ولعمري لئن كان كتاب أبي العباس اكثر نحوا وخبرا، فان كتاب أبي علي لأكثر لغة وشعرا. وكتاب " الفصوص " لصاعد بن الحسن الربعي (?) وهو جار في مضمار الكتابين المذكورين. ومن الانحاء تفسير الجرفي (?) لكتاب الكسائي حسن في معناه، وكتاب ابن سيده في ذلك المنبوز ب " العالم والمتعلم " وشرح له لكتاب الأخفش (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015