اعتقده قلبه. وبالحري، وهو السابق المبرز ان لم يتعلق من السلطان بحظ، أن لا يسلم من المتالف، وينجو من المخالف. فان تعرض لتأليف غمز ولمز، وتعرض وهمز، واشتط عليه وعظم يسير خطبه، واستشنع هين سقطه، وذهبت محاسنه، وسترت فضائله، وهتف ونودي بما اغفل، فتنكر لذلك همته، وتكل نفسه وتبرد حمته، وهذا عندنا يصيب من ابتدأ يحول شعرا، أو يعمل رياسة، فانه لا يفلت من هذه الحبائل، ولا يتخلص من هذه النصب، إلا الناهض الفائت، والمطفف المستولي على الأمد.

9 - وعلى ذلك، فقد جمع ما ظنه الظان غير مجموع، وألفت عندنا تآليف في غاية الحسن، لنا خطر السبق في بعضها، فمنها: كتاب " الهداية " لعيسى بن دينار (?) ، وهي أرفع كتب جمعت في معناها على مذهب مالك وابن القاسم، واجمعها للمعاني الفقهية على المذهب فمنها كتاب الصلاة، وكتاب البيوع وكتاب الجدار في الاقضية وكتاب النكاح والطلاق. ومن كتب المالكية التي ألفت بالأندلس: كتاب القطني مالك ابن علي (?) ، وهو رجل قرشي من بني فهر، لقي أصحاب مالك، وأصحاب أصحابه، وهو حسن فيه غرائب ومستحسنات من الرسائل المولدات. ومنها كتاب أبي إسحاق إبراهيم بن مزين (?) في تفسير الموطأ، والكتب المستقصية لمعاني الموطأ وتوصيل مقطوعاته من تآليف ابن مزين أيضاً، وكتابه في رجال الموطأ وما لمالك عن كل واحد منهم من الآثار في موطأه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015