فلو لم يكن التقليد مقصودا لكان التشابه أيضا محتوما. نعم كان الشعور " بالأندلسية " أو " المغربية " ينمو مع الايام، وكانت البيئة تعمق خصائصها في الخلق وطرق الحياة، وكان الاختلاط بأمم بعيدة يدعو إلى الابتعاد عن المشرق في الزي وروح الفروسية والعادات واللهجة والأمثال. ولكن التعبير؟ لكن صورة الأدب الذي ندرسه ظلت أوثق شيء صلة بالمشرق. وإذا كان من الخطأ ان نقف أبصارنا على صورة الاستقلال الذاتي في الشخصية الأندلسية، فمن الخطأ أيضاً ألا نرى في الإنتاج الأندلسي إلا صورة مشوهة من أدب المشارقة.
وفي حلقات المؤدبين بدأت تتكون نواة ذلك الأدب فلننصرف إلى دراسته في دور التكوين.