المخطوطات للدارسين وجمعها في صعيد واحد بهمة معهد المخطوطات التابع للجامعة العربية يسر للدارسين فرصا لم تكن متيسرة من قبل وذلل لهم عقبات لم يكن تذليلها سهلا عليهم.

وسيجد القارئ أني صدرت هذا الكتاب بمقدمة تاريخية عرضت فيها لبعض الحقائق التي يجب ان يلم بها من يقرأ الأدب الأندلسي، دون أن أوغل في النواحي التاريخية فهي متشعبة مستقصاة في المصادر. ثم حاولت أن أصور كيف نشأ الشعر الأندلسي في حضن ثلاثة أبعاد: مجالس المؤدبين ومجالس الغناء والبيئة الثقافية، وكيف اتجه الشعر في تيارين: طريقة العرب وطريقة المحدثين، وكيف تضاءلت الطريقة الأولى إلى جانب الثانية، ووقفت عند تبلور الشخصية من الداخل برغم ذلك الاتجاه الشديد نحو المشرق، ورسمت ظلالا صغيرة لتطور الشعر حتى قيام الفتنة البربرية ثم صورة ذلك الشعر في مظاهره الكبرى وفي تقليد الشعر المشرقي المحدث. ثم ميزت بعض طبقات الشعراء حسب الزمن، وترجمت لبعضهم مستقصيا حيث أسعفت المصادر على الاستقصاء، واستكثرت أحيانا من حشد الأمثلة الشعرية، دون تحليل، لكي أقرب هذه الأمثلة على القارئ وهي متناثرة متباعدة في المصادر، ولكي لا أستقل في الحكم على شيء لا يملك القارئ شواهده، وهو صنيع ما كنت لألجأ إليه لو توفرت لدينا دواوين أولئك الشعراء.

وبعد ذلك تعرضت لدراسة الفتنة البربرية وأثرها في الأدب وتوزيع الثقافة ونشأة فن التراجم الذاتية وتقوية حركة النقد وترجمت للشعراء الذين تأثروا بها، ثم عقدت فصلا تحدثت فيه عن الكتابة في الأندلس، وهو فصل موجز، لان صورة الكتابة لم تتضح تماما إلا في العصر التالي.

وألحقت بهذه الدراسة ملحقات ثلاثة تتصل بها اتصالا وثيقا وهي: (1) مجموعة من شعر الغزال لم تنشر من قبل (2) رسالة ابن حزم فيفضل الأندلس (3) قطعة من ديوان ابن حزم لم تنشر من قبل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015