ومنها يذكر كيف ان الناس قد اعتادوا اتهام أجود المجيدين من الشعراء:

ولست أول من أعيت بدائعه ... فاستدعت القول ممن ظن أو حسبا

ان امرأ القيس في بعض لمتهم ... وفي يديه لواء الشعر إن ركبا

والشعر قد أسر الأعشى وقيده ... دهرا وقد قيل: والأعشى إذا شربا

وكيف أظما وبحري زاخر فطنا ... إلى خيال من الضحضاح قد نضبا مشيرا بذلك إلى القول الشائع " أشعر الناس امرؤ القيس إذا ركب، والأعشى إذا شرب " دافعا عن نفسه تهمة الأخذ لأن خياله واسع، وخيال من يتهم بالأخذ عنهم ضحضاح قد قارب النضوب، ثم يمضى طلقا في الثقة بنفسه مستمدا ذلك من تعصب المنصور له وانحيازه لجانبه:

عبد لنعماك في فكيه نجم هدى ... سار بمدحك يجلو الشك والريبا

إن شئت أملى بديع الشعر أو كتبا ... أو شئت خاطب بالمنثور أو خطبا

كروضة الحزن أهدى الوشي منظرها ... والماء والزهر والأنوار والعشبا

أو سابق الخيل أعطى الحضر متئدا ... والشد والكر والتقريب والخببا وظل في ظل المنصور على هذه الحال من التقديم، فأطنب في مدحه، بطوال القصائد، معترفا بالجميل شاكرا لذلك الرضى فمن مدائحه فيه (?) :

ما كفر نعماك من شاني فيثنيني ... عمن توالى لنصر الملك والدين

ولا ثنائي وشكري بالوفاء بما ... أوليتني دون بذل النفس يكفيني

حق على النفس أن تبلى ولو فنيت ... في شكر أيسر ما أضحيت توليني

ها إنها نعمة ما زال كوكبها ... إليك في ظلمات الخطب يهديني واكثر القصيدة في ذكر حاله وشكره ورضى المنصور عنه لا في مدح المنصور مباشرة وربما استوقفنا منها قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015