ودعاه في آخر عمره جلالة الملك فؤاد كناظر مكتبته الخاصة في القاهرة فتوفي بعد قليل. ومن آثاره نشره نسخة قديمة من شعر الأخطل وجدها في اليمن وطبعها في مطبعتنا ونشر كذلك كتاب جامع الفقه لزيد بن علي نشره في ميلانو سنة 1919
توفي في السنة 1921 أحد مشاهير العلماء المستشرقين في أميركا الدكتور (موريس جاسترو) (Morris Jastrow) كان من أساتذة جامعة فيلادلفية وكان موسويا أتقن في مقتبل عمره اللغات السامية وخصوصاً العبرانية والعربية. وكانت باكورة منشوراته كتاب أبي زكريا يحيى بن داود هيوج نشر نصه العربي في ليدن. ثم تعاطى العلوم الآشورية فأصبح أحد أساطينها ونشر عدداً عديداً من آثارها. وكذلك درس الأسفار المقدسة وعني بشرحها لكنه لم يرع في انتقاداته جانب الاعتدال. وله أبحاث عديدة في الأديان وأصولها وأطوارها ومن تآليفه المفيدة معجم للغة اليهودية الآرامية كالترجوميم والتلمودين البابلي والأورشليمي والمداريش. وله تاريخ التمدن في بابل وآشور ووصف أديانهما وفي 12 كانون الثاني سنة 1923 أسفت الجامعة الأمريكية في الثغر على فقد أستاذها في التاريخ والفلسفة الدكتور (هارفي بورتر) (Harvey Porter) وهو في التاسعة والسبعين من عمره. ولد سنة 1844 وقدم سورية سنة 1870 فخدم الجامعة الأمريكية بكل نشاط وإخلاص إلى السنة 1914. ومما خدم به العلوم الشرقية اهتمامه بالعاديات والنقود العربية. وألف كتاب النهج القويم في التاريخ القديم بالعربية وساعد الدكتور ورتبارت في معجمية المطول والمختصر العربي والإنكليزي وصنف بالإنكليزية تاريخاً مختصراً لبيروت هؤلاء أخص المستشرقين الذين بارحوا الحياة في الحقبة الثالثة فاستحقوا شكر مواطنيهم وكشفوا لنا كثيراً من كنوز أوطاننا الدفينة جازاهم الله خير جزائه
تتبعنا في دروس سابقة ثلاث حقب الربع الأول من القرن العشرين ورأينا ما