/ الْجُزْءُ الثَّانِي مِنْ تَارِيخِ بَنِي الْعَبَّاسِ «1» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ نَسْتَعِينُ
أَنَا ذَاكِرٌ فِي هَذَا الْبَابِ الْمُنْقَطِعِينَ إِلَى الزَّهَادَةِ وَالْمَوْسُومِينَ بِالْعَدَالَةِ وَالْمَعْرُوفِينَ بِالرِّوَايَةِ، مِمَّنِ اشْتُهِرَتْ دِيَانَتُهُ وَعُرِفَتْ صِيَانَتُهُ وَظَهَرَتْ أَمَانَتُهُ، مُوَفِّيًا كُلًّا مِنْهُمْ حَقَّهُ وَمُعْطِيَهُ مُسْتَحَقَّهُ، غَيْرَ مَائِلٍ إِلَيْهِ وَلَا مُتَحَامِلٍ عَلَيْهِ. بِاللَّهِ تَعَالَى أَسْأَلُ حُسْنَ الْعَاقِبَةِ وَجَمِيلَ الذِّكْرِ فِي الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.
هُوَ أَبُو الْفُتُوحِ أَحْمَدُ (1) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخُو أَبِي حَامِدٍ، الْفَقِيهِ الطُّوسِيُّ الغَزَالِيُّ (2) الْإِمَامُ الزَّاهِدُ وَالْعَالِمُ الْعَامِلُ، ذُو الْكَرَامَاتِ الظَّاهِرَةِ وَالدَّلَالَاتِ الْبَاهِرَةِ، تُغْنِي شُهْرَةُ مَكَانَتِهِ عَنْ تَعْرِيفِهِ وَصِفَتِهِ، كَانَ عَالِمًا غَيْرَ أَنَّهُ مَالَ إِلَى الْوَعْظِ وَشُهْرَتِهِ، فَأَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو الْيُمْنِ صُبَيْحُ (3) بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُتَزَهِّدُ الْحَبَشِيُّ عَتِيقُ أخواجه (أ) - عَنْبَرٌ (4) - رَحِمَهُ اللَّهُ-: أَنَّهُ حَدَّثَهُ مَنْ حَضَرَ مجلس