جَاءَ مَكْحُولٌ إِلَى أَبِي فَقَالَ: يَا أَبَا الْمِقْدَامِ، إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ دَمِي؟ فَقَالَ لَهُ: قَدْ حَذَّرْتُكَ الْقُرَشِيِّينَ، وَمُجَالَسَتَهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ أَدْنَوْكَ وَقَرَّبُوكَ، فَحَدَّثْتَهُمْ أَحَادِيثَ، فَلَمَّا أَفْشَوْهَا عَلَيْكَ كَرِهْتَهَا. فَمَا زَادَ عَلَى أَنْ رَاحَ، فَجَاءَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعِيبُونَ مَكْحُولًا، فَأَخَذُوا فِي ذِكْرِ مَكْحُولٍ. فَقَالَ أَبِي: دَعُوا عَنْكُمْ ذكر مكحول، فقد كنتم حديثً، وأنتم تحسنون ذكره، فكفوا.
حدثوا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ الْمُؤَذِّنَ أَقَامَ الصَّلَاةَ عَلَى رَأْسِ مَكْحُولٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَلَمْ يأت المحراب.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حدثنا الْوَليِدُ بْنُ عُتْبَةَ، وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حدثنا الْوَلِيدِ بْنِ مَسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سُئِلَ مَكْحُولٌ عَنِ الرَّجُلِ يُدْرِكُ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً؟ فَقَالَ: مَا أَفْتَيْتُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة.
قال أبو زرعة: فَدَلَّتْنَا مَقَالَتُهُ هَذِهِ عَلَى أَنَّهُ يُفْتِي مِنْ أَيَّامِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ