التفصيل الوافى، الذي يضع أيدينا- بالضبط- على عوامل وعلل سمو المنزلة الاجتماعية، وأهم مظاهرها فى «المجتمع المصرى» ، وطبيعة النظرة إلى العلماء المصريين، والغرباء فى مصر من قبل الحكام، والناس.

وعلى كل، فإنه- من خلال ما تم تجميعه- يمكن التقاط بعض الإشارات الخفيفة.

فعلى مستوى «تاريخ المصريين» ، ذكر ابن يونس أن لبعض المترجمين مكانة لدى الحكام فى مصر «1» ، ولبعضهم مكانة متميزة لدى الخلفاء خارجها «2» ، سواء عرفت ملامح تلك المكانة، أم لم تعرف «3» . وبعضهم كان شريفا بمصر فى أيامه، وأجلّ أهل بلده، ومن أهل النعم «4» . والبعض استمد مكانته من رئاسته فى قومه، وفخامة قصره، وكثرة أتباعه وغلمانه «5» . وأخيرا، فإن بعض العلماء لم يكن من الأغنياء؛ زهادة وتعففا «6» .

وبخصوص العلماء الغرباء بمصر، فقد حظى عدد منهم بمكانة اجتماعية سامية لدى الناس «7» ، وبعضهم كانت له منزلته لدى السلطان والعامة «8» ، والبعض الآخر عدّ من وجوه أهل مصر بعد إقامته بها، حتى إنه جالس الخليفة المأمون بعد مجيئه إلى مصر «9» .