ولغيره:

هويت في قنطرتكم يا ملاح الحكر ... غزال يبلى الأسود الضاريا بالفكر

غصن إذا ما انثنى يسبي البنات البكر ... وان تهلل فما للبدر عند وذكر

ومن الّذي يسمّونه دو بيت:

قد أقسم من أحبه بالباري ... أن يبعث طيفه مع الأسحار

يا نار أشواقي به فاتقدي ... ليلا فعساه يهتدي بالنار

واعلم أنّ الأذواق كلّها في معرفة البلاغة إنّما تحصل لمن خالط تلك اللّغة وكثر استعماله لها ومخاطبته بين أجيالها حتّى يحصّل ملكتها كما قلناه في اللّغة العربيّة. فلا يشعر الأندلسيّ بالبلاغة الّتي في شعر أهل المغرب ولا المغربيّ بالبلاغة الّتي في شعر أهل الأندلس والمشرق ولا المشرقيّ بالبلاغة الّتي في شعر الأندلس والمغرب. لأنّ اللّسان الحضريّ وتراكيبه مختلفة فيهم. وكلّ واحد منهم مدرك لبلاغة لغته وذائق لمحاسن الشّعر من أهل جلدته وفي خلق السّماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم آيات للعالمين وقد كدنا نخرج عن الغرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015