ولو أنّي دعا بنصري داع ... كنت لي خير معشر وفصيلة
أنه أمري الى الّذي جعل الله ... أمور الدّنيا له مكفولة
وأراه في ملكه الآية ... الكبرى فولّاه ثم كان مديله
أشهدته عناية الله في التمحيص ... أن كان عونه ومنيله
العزيز السلطان والملك الظّاهر ... فخر الدنيا وعزّ القبيلة
ومجير الإسلام من كل خطب ... كاد زلزال بأسه أن يزيله
ومديل العدو بالطّعنة النّجلا ... وتفرّي ماذيّه ونصوله [1]
وشكور لأنعم الله يفني ... في رضاه غدوّه وأصيله
وتلطّف في وصف حالي وشكوى ... خلّتي [2] يا صفيّة وخليله
قل له والمقال يكرم من مثلك ... في محفل العلا أن يقوله
يا خوند الملوك يا معد الدّهر ... إذا عدّل [3] الزمان فصوله
لا تقصّر في جبر كسرى فما ... زلت أرجيك للأياد الطّويلة
أنا جار لكم منعتم حماه ... ونهجتم الى المعالي سبيله
وغريب أنّستموه على الوحشة ... والحزن بالرضى والسّهولة
وجمعتم من شمله فقضى الله ... فراقا وما قضى مأموله
غاله الدّهر في البنين وفي الأهل ... وما كان ظنّه أن يغوله [4]
ورمته النّوى [5] فقيدا قد ... اجتاحت عليه فروعه وأصوله
فجذبتم بضبعه [6] وأنلتم ... كل ما شاءت العلا أن تنيله
ورفعتم من قدره قبل أن ... إليكم عياءه وخموله
وفرضتم له حقيقة ودّ ... حاش للَّه أن ترى مستحيلة
همة ما عرفتها لسواكم ... وأنا من خبرت دهري وجيله