تاريخ ابن خلدون (صفحة 4703)

الجماعة بتونس وشيخ الفتيا بها، أبو عبد الله محمد بن عبد السّلام بن يوسف الهوّاري، سمعته عليه بمنزله بتونس، من أوله إلى آخره. ومنهم شيخ المسندين بتونس، الرّحالة أبو عبد الله محمد بن جابر بن سلطان القيسي الوادي آشي، سمعت عليه بعضه، وأجازني بسائره. ومنهم شيخ المحدثين بالأندلس، وكبير القضاة بها، أبو البركات محمد بن محمد بن محمد- ثلاثة من المحدّثين- ابن إبراهيم بن الحاجّ البلّفيقي، لقيته بفاس سنة ست وخمسين وسبعمائة من هذه المائة السابعة، مقدمه من السّفارة بين ملك الأندلس وملك المغرب. وحضرت مجلسه بجامع القرويّين من فاس، فسمعت عليه بعضا من هذا الكتاب، وأجازني بسائره. ثم لقيته لقاءة أخرى سنة اثنتين وستّين وسبعمائة، استقدمه ملك المغرب، السلطان أبو سالم ابن السلطان أبي الحسن للأخذ عنه، وكنت أنا القارئ فيما يأخذه عنه، فقرأت عليه صدرا من كتاب «الموطّأ» ، وأجازني بسائره إجازة أخرى.

ومنهم شيخ أهل المغرب لعصره في العلوم العقلية، ومفيد جماعتهم، أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم الآبلي، قرأت عليه بعضه، وأجازني بسائره، قالوا كلّهم: حدثنا الشيخ المعمّر، أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطّائي [1] ، عن القاضي أبي القاسم أحمد بن يزيد بن بقيّ [2] ، عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الحقّ الخزرجي [3] .

وحدّثني به أيضا شيخنا أبو البركات، عن إمام المالكيّة ببجاية، ناصر الدين أبي علي، منصور بن أحمد بن عبد الحق المشدّالي [4] ، عن الإمام شرف الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015