هلال أسيرا فطلب منه تسليم القلعة لبدر فأجاب على أن لا يمكن أبوه منه، واستأمنت أمّه ومن معها بالقلعة فأمّنهم الوزير وملك القلعة، وأخذ ما فيها من الأموال يقال أربعون ألف بدرة دنانير، وأربعمائة ألف بدرة دراهم سوى الجواهر والثياب والسلاح، وسلّم الوزير فخر الملك القلعة لبدر وعاد إلى بغداد.
كان بدر بن حسنويه قد نزل عن شهرزور لعميد الجيوش ببغداد، وأنزل بها نوبة، فلمّا كانت سنة أربع وأربعمائة، وكان هلال بن بدر معتقلا سار ابنه ظاهر الى شهرزور، وقاتل عساكر فخر الملك منتصف السنة وملكها من أيديهم. وأرسل إليه الوزير يعاتبه ويأمره بإطلاق من أسر من أصحابه ففعل، وبقيت شهرزور بيده.
ثم سار بدر بن حسنويه أمير الجيل الى الحسن بن مسعود الكردي [1] ليملك عليه بلاده، وحاصره بحصن كوسجة [2] ، وأطال حصاره فغدر أصحاب بدر وأجمعوا قتله. وتولّى ذلك الجورقان من طوائف الأكراد فقتلوه وأجفلوا فدخلوا في طاعة شمس الدولة بن فخر الدولة صاحب همذان وتولّى الحسين بن مسعود تكفين بدر ومواراته في مشهد عليّ. ولما بلغ ظاهر بن هلال مقتل جدّه وكان هاربا منه بنواحي شهرزور، جاء لطلب ملكه، فقاتله شمس الدولة فهزمه وأسره وحبسه بهمذان، واستولى على بلاده، وصار الكرية والشاذنجان من الأكراد في طاعة أبي الشوك [3] .
وكان أبوه هلال بن بدر محبوسا عند سلطان الدولة ببغداد فأطلقه وجهّز معه العساكر ليستعيد بلاده من شمس الدولة، فسار ولقيه شمس الدولة فهزمه وأسره وقتله،