ثم توفي مؤيد الدولة يوسف بن بويه بن ركن الدولة صاحب أصفهان والريّ بجرجان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة واجتمع أهله للشورى فيمن يولّونه، فأشار الصاحب إسماعيل بن عبّاد بإعادة فخر الدولة إلى ملكه لكبر سنه. وتقدّم إمارته بجرجان وطبرستان، فاستدعوه من نيسابور، وبعث ابن عبّاد من استخلفه لنفسه، وتقدّم إلى جرجان فتلقّاه العسكر بالطاعة وجلس عليّ كرسيّه وتفادى ابن عبّاس من الوزارة فمنعه واستوزره، والتزم الرجوع إلى إشارته في القليل والكثير. وأرسل صمصام الدولة وعاهده على الاتحاد والمظاهرة. ثم عزل الأمير نوح أبا العبّاس تاش عن خراسان، وولّى عليها ابن سيجور، فانتقض تاش ولقيه ابن سيجور فهزمه فلحق بجرجان، فكافأه فخر الدولة وترك له جرجان ودهستان وأستراباذ وسار عنها إلى الريّ وأمدّه بالأموال والآلات، وطلب خراسان فلم يظفر بها فأقام بجرجان ثلاث سنين. ثم مات سنة سبع وتسعين وثلاثمائة [1] كما ذكرنا في أخبار بني سامان.
قد تقدّم لنا ذكر غانم البرزنكاني خال حسنويه، وأنهم كانوا رؤساء الأكراد، وأنه مات سنة خمسين وثلاثمائة وكان ابنه دلسيم مكانه في قلاعه قستتان وغانم أبا. وملكها منه أبو الفتح بن العميد. ولما كانت سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة انتقض محمد بن غانم بناحية كردون من أعمال قمّ على فخر الدولة، ونهبت غلّات السلطان وامتنع بحصن الفهجان واجتمع إليه البرزنكان [2] . وسارت العساكر لقتاله في شوّال فهزمها مرّة بعد