ليبايع النَّاس ليزِيد، فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر: أجئتم بهَا هِرَقْلِيَّة قوقية تُبَايِعُونَ لأبناءكم. فَقَالَ مَرْوَان: أَيهَا النَّاس، هَذَا الَّذِي قَالَ الله فِيهِ {وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا} الْآيَة فَغضِبت عائة، رضى الله عَنْهَا، وَقَالَت لَسَمَّيْته، ولكت الله لعن أَبَاك وَأَنت فِي صلبه، (فَأَنت فضَض من لعنة الله " ويروى: فضَض، كعنق، و) {فُضَاضٌ مثل (غراب) ، والأخيرة عَن شمر. (أَي قِطْعَة) وَطَائِفَة (مِنْهَا) ، أى لعنة الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. هَكَذَا فسره شمر، وَقَالَ ثَعْلَب أى خرجت من صلبه مُتَفَرقًا، يعْنى مَا} انْفَضَّ من نُطْفَة الرجل وَتردد فِي صلبه. وَنَقله الْجَوْهَرِي. وروى بَعضهم فِي هَذَا الحَدِيث: " فَأَنت فظاظة " بظائين، من الفظيظ وَهُوَ مَاء الكرش، وانكره الْخطابِيّ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: افتظظت الكرش: اعتصرت ماءها، كَأَنَّهُ عصارة من اللُّغَة أَو فعالة من الفظيظ: مَاء الْفَحْل، أى نُطْفَة من اللَّعْنَة. ( {والفَضِيضَ: المَاء العذب) ، نَقله الْجَوْهَرِي، أَو المَاء الْغَرِيض سَاعَة يخرج من الْعين، أَو يصوب من السَّحَاب، كَمَا فِي الْعباب. (أَو) هُوَ المَاء (السَّائِل) : قَالَه أَبُو عبيد وَنَقله الْجَوْهَرِي. وَفِي حَدِيث عمر بن عبد الْعَزِيز " أَنه سُئِلَ عَن رجل خطب امْرَأَة فتشاجروا فِي بعض الْأَمر، فَقَالَ الْفَتى: هى طَالِق إِن نكحتها حَتَّى آكل} الفَضِيضَ، (و) هُوَ (الطّلع أول مَا يطلع) ، كَمَا رَوَاهُ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ والزمخشري وَأَبُو عبيد الْهَرَوِيّ، وَاللَّفْظ للخطابي. وَمن كِتَابه نقل الزَّمَخْشَرِيّ، وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْب: الغضيض، بالغين، قَالَ الصَّاغَانِي: وَهُوَ الصَّوَاب، ولافاء تَصْحِيف. والطلع هُوَ الغضيض لَا غير، ذكره أَبُو عبيد فِي " المُصَنّف " وَأَبُو عمر الواهد فِي " اليواقيت " عَن