وَتقول: أَمْدِرونا من مَمْدَُرَتكم. والهَدَّة مَمْدَرةُ أهلِ مكَّة. وَمَدَرتُك مُحرَّكة: بَلْدَتُك أَو قَرْيَتُك، وَفِي اللِّسَان: والعربُ تُسمِّي القريةَ المَبنيَّة بالطِّين واللَّبِن المَدَرَة، وَكَذَلِكَ الْمَدِينَة الضَّخمة يُقال لَهَا المَدَرَة، وَفِي الصِّحَاح: والعربُ تُسمِّي القريةَ المَدَرَة. قَالَ الراجز يصف رَجلاً مُجْتَهدا فِي رِعْيَةِ الْإِبِل، يقومُ لوِرْدِها من آخرِ اللَّيْل لاهتمامه بهَا:
(شَدَّ على أَمْرِ الوُرودِ مِئْزَرَهُ ... لَيْلاً وَمَا نَادَى أَذِينُ المَدَرَهْ)
والأَذِين هُنَا: المُؤَذِّن. قلتُ: وَهُوَ مَجاز: وَمن سجعات الأساس: اللهُمَّ أَخْرِجني من هَذِه المَدَرَة، وخلِّصْني من هَؤُلَاءِ المَدَرَة. الْأَخير جمع مادِر. من المَجاز: بَنو مَدْرَاء: أَهْلُ الحَضَر لأنّ سُكناهم غَالِبا فِي الْبيُوت المَبْنِيَّة بالمَدَر.
والأَمْدَر: الخارِئُ فِي ثِيابه. قَالَ مَالك بن الرَّيْب:
(إنْ أكُ مَضْرُوباً إِلَى ثَوْبِ آلِفٍ ... مِن القومِ أَمْسَى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ)
أَو الأَمْدَر: الكثيرُ الرَّجِيع العاجِزُ عَن حَبْسِه، نَقله أَبُو عُبَيْد عَن بَعضهم. الأَمْدَر: الأَقْلَف، وَبِه فسَّر خَالِد بن كُلْثُوم قولَ عَمْرُو بن كُلْثُوم:
(أَلا هُبِّي بصَحْنِك فاصْبَحِينا ... وَلَا تُبُقِي خُمورَ الأَمْدَرِينا)