رامَاهَا زَعَمُوا أَنَّ رَجُلَيْنِ الْتَقَيَا، أَحدُهما قارِيٌّ، والآخرُ أَسَدِيٌّ: فَقَالَ القارِيُّ: إِنْ شِئْتَ صَارَعْتُك وإِنْ شِئْتَ سَابَقْتُك، وإِنْ شِئْتَ رامَيْتُك فَقَالَ: اخترتُ المُراماةَ: فَقَالَ القارِيُّ: قد أَنْصَفْتَنِي، وأَنشد: قد أَنْصَفَ القَارَةَ مَنْ رامَاهَا إِنَّا إِذا مَا فِئةٌ نَلْقَاهَا نَرُدّ أُولاهَا على أُخْراهَا ثمَّ انْتَزَع لَهُ سَهْماً وشَكَّ فُؤادَه. قَالَ السُّهَيْلِيّ، فمَعْنَى المَثَلِ أَنْ القارَة لَا تَنْفَدُ حِجَارَتُهَا إِذا رُمِىَ بهَا، فمَنْ راماهَا فَقَدْ أَنْصَف. انْتهى. وقيلَ: القَارَةُ فِي هَذَا المَثَل: الدُّبَّة. وَقيل فِي مَثَلٍ: لَا يُفَطِّنُ الدُّبَّ إِلاّ الحِجَارَةُ. وذَكَر ابنُ بَرِّيّ لهَذَا المَثَلِ وَجْهاً آخَرَ، راجِعْه والقارَةُ: ة بالشامِ، على مَرْحَلَة من حِمْصَ للقاصِدِ دِمَشْقَ، مَوْصُوفَةٌ بشِدّة البَرْدِ والثَّلْج، وَقد ضَرَبُوا بهَا المَثَلَ فَقَالُوا: بَيْنَ القَارَةِ والنّبكِ بَنَاتُ التِّجَارِ تَبْكي. ويُقال فِيهَا أَيضاً: القاراتُ كَذَا فِي مُخْتَصر البُلْدَانِ. وَقَالَ الحافِظ: هِيَ قارا، وبعضُ أَهْلِهَا نصارَى. والقَارَةُ: قَرْيَةٌ بالبَحْرَيْنِ، وحِصْنٌ قُرْبَ دُومَةَ، وجُبَيْلٌ) بَيْنَ الأَطِيطِ والشَّبْعَاءِ. {والقارُ: القِيرُ، لُغَتَان، وسيأْتي قرِيباً. (و) } القارُ: الإِبِلُ أَو القَطِيعُ الضَّخْمُ مِنْهَا، قَالَ الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ: مَا إِنْ رَأَيْنَا مَلِكاً أَغَارَا أَكْثَرَ مِنْه {قِرَةً} وقَارَا وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجَارَا! القِرَةُ: الغَنَم. والقَارُ: الإِبِل.