الرُّؤْيَة وَالْعين والهلال وَالْخَال، وسيأْتي بَيَان ذَلِك كُله فِي موَاضعه.
(وَأما الأَضداد)
فَنقل السُّيُوطِيّ عَن الْمبرد فِي كتاب مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ: فِي كَلَام الْعَرَب اخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ لاخْتِلَاف الْمَعْنيين، وَاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ وَالْمعْنَى وَاحِد، واتفاق اللَّفْظَيْنِ وَاخْتِلَاف الْمَعْنيين.
فالأوّل كَقَوْلِك: ذهب وجاءَ وَقَامَ وَقعد، وَرجل وَفرس وَيَد وَرجل.
وَأما الثَّانِي فكقولك: حسبت وظننت وَقَعَدت وَجَلَست، وذراع وساعد وأنف ومرسن.
وَأما الثَّالِث فكقولك وجدت شَيْئا، إِذا أردْت وجدان الضالَّة، وَوجدت على الرجل، من الموْجِدَة، وَوجدت زيدا كَرِيمًا أَي علمت، وَمِنْه مَا يَقع على شَيْئَيْنِ متضادَّين، كَقَوْلِهِم جلَلٌ للصَّغِير وللكبير، والجوْن للأَسود والأَبيض. قلت: وَمثله كَلَام ابْن فَارس فِي فقه اللُّغَة، وَبسطه أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ فِي كتاب الأضداد.
(وَأما المترادف)
فَقَالَ الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ: هُوَ الأَلفاظ المفردة الدالَّة على شَيْء وَاحِد باعتبارٍ وَاحِد، وَالْفرق بَينه وَبَين التوكيد، أَن أحد المترادفين يُفِيد مَا أَفَادَهُ الآخر، كالإنسان والبشر، وَفِي التوكيد يُفِيد الثَّانِي تقوِيةَ الأَوَّل، وَالْفرق بَينه وَبَين التَّابِع، أَن التَّابِع وَحده لَا يُفِيد شيْئاً، كَقَوْلِنَا عطْشان نطْشان.
قَالَ التَّاج السُّبْكِيّ فِي شرح الْمِنْهَاج: وَذهب بعضُ النَّاس إِلَى إِنْكَار المترادف فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة، وَزعم أَن كل مَا يُظَنُّ من المترادفات فَهُوَ من المتباينات الَّتِي تتباين بِالصِّفَاتِ، كَمَا فِي الْإِنْسَان والبشر، فَإِن الأول مَوْضُوع لَهُ بِاعْتِبَار النسْيَان أَو الْإِنْس، وَالثَّانِي بِاعْتِبَار أَنه بَادِي البَشَرة، وَكَذَا الخَنْدَريس والعُقَار، فَإِن الأول بِاعْتِبَار الْعتْق، وَالثَّانِي بِاعْتِبَار عقْرِ الدنّ، لشدّة مَا فِيهَا، قَالَ: وَاخْتَارَهُ