والتّخْيير: كُلِ السَّمكَ أَو اشْرَبِ اللّبَنَ، أَي لَا تَجْمَع بَيْنهما؛ انتَهَى.
وقالَ المبرِّدُ: أَو يكونُ لأحَدِ أَمْرَيْن عنْدَ شَكِّ المُتَكلِّم أَو قَصْده أَحَدَهما، وكَذلِكَ قَوْله: أَتَيْت زيدا أَو عَمْراً، وجاءَني رَجُلٌ أَو امْرَأَة، فَهَذَا شَكٌّ، وأَمَّا إِذا قَصَد أَحَدَهما فكقَوْلك: كُل السَّمَكَ أَو اشْرَبِ اللبنَ أَي لَا تَجْمَعهما ولكنِ اخْتَر أَيَّهما شِئْتَ، وأَعْطِني دِيناراً أَو اكْسُنِي ثَوْباً؛ انتَهَى.
وقالَ الأزْهرِيُّ فِي قَوْلِه تَعَالَى: {إِن كُنْتُم مَرْضَى أَو على سَفَرٍ} ، أَو هُنَا للتَّخْيير (و) يكونُ بمعْنَى (مُطْلَقِ الجَمْعِ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَو جاءَ أَحَد منْكُمْ مِنَ الغائِطِ} فإنَّه بمعْنعى الواوِ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {أَو يَزيدُونَ} ؛ عَن أَبي زيْدٍ: وَكَذَا قَوْله تَعَالَى: {أَو أَنْ نَفْعلَ فِي أَمْوالِنا مَا نَشَاءُ} ، وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
وقَدْ زَعَمَتْ ليلى بأَنِّيَ فاجِرٌ
لنَفْسِي تُقاها أَو عَليها فُجُورُهامعْناهُ: وعَليها فُجُورها وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
إنَّ بهَا أَكْتَلَ أَوْ رِزامَا
خُوَيْرِ بانٍ يَنْقُفان الْهامَا (و) يكونُ بمعْنَى (التَّقْسِيم؛