جُملةُ الْعلمَاء بجُملتِها، وهم درجاتٌ فِيمَا وَعَوْا مِنها، وَهَذَا لسانُ العربُ عِنْد خاصّتها وعامّتها لَا يذهب مِنْهُ شَيْء عَلَيْهَا، وَلَا يطْلب عِنْد غَيرهَا، وَلَا يُعلمهُ إِلَّا مَن قَبِلَه مِنْهَا، وَلَا يَشرَكها فِيهِ إِلَّا من اتبعها فِي تعَلُّمه مِنْهَا [ومَن قَبلَه مِنْهَا] فَهُوَ من أَهلِ لِسانها وعِلْم أكثرِ اللِّسَان فِي أَكثر الْعَرَب أَعمُّ من عِلمِ أكثرِ السُّنن فِي الْعلمَاء. هَذَا نصّ الإِمَام الشَّافِعِي بِحُرُوفِهِ، انْتهى.
وَقَالَ ابْن فَارس فِي مَوضِع آخر: اعْلَم أَن لُغَة الْعَرَب لم تَنْتَهِ إِلَيْنَا بكلّيتها، وَأَن الَّذِي جَاءَ عَن الْعَرَب قَلِيل من كثير، وَأَن كثيرا من الْكَلَام ذهب بذهاب أَهله، وَالله أعلم.
فِي المزهر نقلا عَن مختصرِ كِتاب الْعين للزُّبَيْدِيّ مَا نَصُّه: عِدَّةُ مُستَعملِ الكلامِ كُلِّه ومُهمَلِه سِتَّة آلافِ أَلفِ وَتِسْعَة وَخَمْسُونَ ألفا وَأَرْبَعمِائَة، الْمُسْتَعْمل مِنْهَا خَمْسَة آلافٍ وسِتمِائَة وَعِشْرُونَ، والمهمل سِتَّة آلَاف ألفٍ وسِتمِائَة ألف وَثَلَاثَة وَتسْعُونَ ألفا وَسَبْعمائة وَثَمَانُونَ، عدَّة الصَّحِيح مِنْهُ سِتَّة آلَاف ألف وسِتمِائَة ألف وَثَلَاثَة وَخَمْسُونَ ألفا وَأَرْبَعمِائَة. والمعتلّ سِتَّة آلَاف، الْمُسْتَعْمل من الصَّحِيح ثَلَاثَة آلَاف وَتِسْعمِائَة وَأَرْبَعَة وَأَرْبَعُونَ [والمهمل مِنْهُ سِتَّة آلَاف ألف وَتِسْعَة وَثَمَانُونَ ألفا وَأَرْبَعمِائَة] وَسِتَّة وَخَمْسُونَ، والمستعمل من المعتلّ