مُحمْد وغيرُه. تُوُفِّيَ سنة 216 هـ.
قلت: ومحمدُ بْنُ إِشْكاب هذَا أَخرَجَ حَدِيثَه البُخَارِيّ فِي المَنَاقِب، كَذَا فِي أَطراف المزّيّ.
: (إِشكَرْبُ كإِصْطَخْرَ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة، وَهُوَ: (د) فِي (شَرْقِيّ الأَنْدَلُس) . يُنْسَبُ إِلَيْه أَبُو العَباس يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّد بن فارو الإِشْكَرْبِيّ. ولد بإِشْكَرْب، ونَشَأَ بحَيَّان، وسَافَر إِلَى خُرَاسَانَ وأَقَامَ بِبَلخ إِلى أَنْ مَاتَ بِهَا سَنَة 548 هـ كَذَا فِي المُعْجَمِ.
: (شِلْبٌ بالكَسْرِ) أَهْمَلَه الجَمَاعَة وَهُوَ: (د غَرْبِيَّ الأَنْدَلُس) وهِي مَدينَة مُعْتَبَرَةٌ بِقُرْب أَشْبِيلِية، وتُسَمَّى أَعْمالُ شِلْب كُورَةَ أَشْكُونِيَة. وأَشْكُونِيَة: قاعِدَةٌ جَلِيلَة لَهَا مُدُنٌ، ومَعَاقِل وَدَار ملكهَا قَاعِدَة شِلْب، وَبَينهَا وَبَين قُرْطُبة سَبْعَةُ أَيَّام. وَلما صارَت لِبَنِي عَبْد المُؤْمِن مُلُوك مَرَّاكُش أَضَافُوهَا إِلَى كُورَة أَشْبِيلِيّة، وتَفْتَخِر بكَوْنِ ذِي الوِزَارَتَيْن ابْنِ عَمَّارِ مِنْهَا، وَمِنْهَا ابْن السَّيِّد، وَابْن بَدْرُون، الكَاتِب أَبو عُمَر وَهُوَ القَائِل:
أَنا لَوْلَا النَّسِيمُ والبَرْقُ والوُرْ
قُ وصَوْبُ الْغَمَام مَا كُنْتُ أَصْبُو
ذَكَّرَتْنِي شِلْباً وهَيْهَاتَ مِنْي
بَعْدَمَا اسْتَحْكَمَ التَّبَاعُدُ شِلبُ
هَذَا نَقله شَيخنَا.
وشلخب
: (رَجُلٌ شَلْحَبٌ كجَعْفَرٍ: فَدُمٌ) أَي جَاهِلٌ بالأُمُور (كَشَلْخَبٍ) بالخاءِ الْمُعْجَمَة (وَهَذَا أَصَحّ) . وَقد أَهْمَلَها الجَوْهَرِيُّ. وَاقْتصر الصَّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان على الأَخِيرِ عَن ابْنِ دُرَيْد. وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: ووقَع فِي بعض نُسَخٍ الجَمْهَرَة بالإِهمال، والإِعْجَام أَصَحُّ فَظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّ المُرَادَ بالإِهْمَال إهمالُ الحَاءِ ولَيْسَ كَمَا ظَنَّه، وإِنما يَعْنِي بِهِ إِهْمَالَ السِّينِ وإِعْجَامَها. وأَمَّا الخَاءُ فإِنَّهَا مُعْجَمَةً عَلَى الحَالَيْن فافْهَم فإِن المُصَنِّفَ وَقَع فِي غَلَط قَبِيح فنَسَب لِلْعَرَبِ لُغَةً لم يَعْرِفُوهَا. وَالله أَعْلَم.