لَذَّتْ أحادِيثَ الغَوِيِّ المِنْدَغِ وقدْ نَدَغَ النِّسَاءَ نَدْغاً: غازَلَهُنَّ، قالَهُ ابنُ القَطّاعِ.
والنَّدَغُ، مُحَرَّكَةً: السَّعْتَرُ البَرِّيُّ، لُغَةٌ فِي المَفْتُوحِ والمَكْسُورِ، قالَ ابنُ سيدَه: أُراهُ عنْ ثَعْلَبٍ، وَلَا أحُقُّه.
قلتُ: ولَعَلَّهُ بهِ سُمِّيَ النَّدَغِيُّ أَبُو العِيديِّ المَذْكُورِ فتأمَّلْ.
نَزَغَه، كمَنَعَهُ، نَزْغاً: نَخَسَهُ، وطَعَنَ فيهِ، واغْتَابَهُ، وذكَرَهُ بقَبيحٍ، وهُوَ مجازٌ، مِثْلُ نَدَغَهُ، ونَسَغَهُ.
وَمن المَجَازِ: نَزَغَ بَيْنَهُمْ نَزْغاً: أفْسَدَ، وأغْرَى، وحَمَلَ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ، قالَهُ أَبُو زَيْدٍ، وكذلكَ نَزَأَ بَيْنَهُمْ، ومأسَ، ودَحَسَ، وآسَدَ، وأرَّشَ، ومنْهُ قولُه تَعَالَى: منْ بَعْدِ أنْ نَزَغَ الشَّيطانُ بَيْنِي وبَيْنَ إخْوَتِي، أَي: أغْرَى، وقيلَ: أفْسَدَ.
وَمن المَجَازِ: نَزَغَ الشَّيْطَانُ، أَي: وَسْوَسَ ومنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وإمّا يَنْزَغَنَّكَ منَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ باللهِ، نَزَغُ الشَّيْطَانِ: وَساوِسُهُ ونَخْسُهُ فِي القَلْبِ بمَا يُسَوِّلُ للإنْسَانِ منَ المَعَاصِي، يعْنِي يُلْقِي فِي قَلْبِه مَا يُفْسِدُه على أصْحابِه.
ورَجُلٌ مِنْزَغٌ، كمِنْبَرٍ، ومِنْزَغَةٌ بهاءٍ، ونَزّاغٌ، كشَدّادٍ: يَنْزَغُ النّاسَ والهاءُ للمُبَالَغَةِ.
والمِنْزَغَةُ، كمِكْنَسَةٍ: المِنْسَغَةُ كَمَا سيأْتِي.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: نَزَغَ بَيْنَهُمْ يَنْزِغُ، من حدِّ ضَرَبَ: لُغَةٌ فِي نَزَغَ، كمَنَعَ.
والنَّزْغُ بالفَتْحِ: الكَلامُ الّذِي يُغْرِي بَيْنَ النّاسِ.