تاج العروس (صفحة 10802)

ومَعْنَاه تَخَلَّصَ ونَجَا مِنِّي، وأَرادَ بأَفْلَتَنِي أَفْلَتَ مِنّي، فحَذَفَ وَوَصَلَ الفِعْلَ، كقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:

(وأَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيضاً ... ولَوْ أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ)

أَرادَ أَفْلَتَ مِنَ الخَيْل. وجَرِيضاً حالٌ من عِلْبَاء. وتَصْغِيرُ جُرَيْعَة تَصْغِيرُ تَحْقِير وتَقْلِيل،)

وأَضافَها إِلَى الذَّقَنِ لأَنَّ حَرَكَةَ الذَّقَنِ تَدُلُّ عَلَى قُرْبِ زُهُوقِ الرُّوحِ، والتَّقْدِيرُ أَفْلَتَنِي مُشْرِفاً عَلَى الهَلاكِ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جُرَيْعَة بَدَلاً مِنَ الضَّمِيرِ فِي أَفْلَتَنِي، أَيْ أَفْلَتَ جُرَيْعةَ ذَقَنِي، أَي باقِي رُوحِي، وتَكُونُ الأَلِفُ واللاّمُ فِي الذَّقَنِ بَدَلاً مِن الإِضَافَةِ، كقَوْلِهُ تَعَالَى ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى، أَيْ عَنْ هَوَاهَا، ومَنْ رَوَى: بجُرَيْعَةِ الذَّقَنِ، كَما يُقَالُ: اشْتَرَى الدّارَ بآلاتِهَا، أَيْ مَعَ آلاَتِهَا، وقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءُ من ذلِكَ فِي ج ر ص، وَفِي ف ل ت. وناقَةٌ مُجْرِعٌ، كمُحْسِنٍ: لَيْس فِيهَا مَا يُرْوِى، وإِنَّمَا فِيهَا جُرَعٌ، ج: مَجارِيعُ، نَقَلَهُ ابْنُ عَبّادٍ، وأَنْشَد: وَلَا مَجَارِيعَ غَدَاةَ الخِمْسِ وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: نُوقٌ مَجَارِيعُ: قَلِيلاتُ اللَّبَنِ، كأَنَّهُ لَيْسَ فِي ضُرُوعِهَا إِلاَّ جُرَعٌ، فلَمْ يَذْكُرِ المُفْرَدَ، وزادَ فِي اللِّسَانِ: ونُوقٌ مَجَارِعُ كذلِكَ. واجْتَرَعَهُ: بَلَعَهُ، كجَرَعَهُ، وقِيلَ: جَرَعَهُ بمَرَّةٍ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: اجْتَرَع العُودَ، أَي اكْتَسَرَهُ، لُغَةٌ فِي اجْتَزَعَهُ.

ومِنَ المَجَازِ: جَرَّعَهُ الغُصَصَ، أَيْ غُصَصَ الغَيْظِ، كَمَا فِي الصّحاح، تَجْرِيعاً فَتَجَرّع هُوَ، أَي كَظَمَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015