قلت: هو الحكم بن عبد الله بن مَسْلَمَة بن عبد الرحمن، القاضي، الفقيه. يروي عن ابن عون، وهشام بن حسان، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن طهمان.

وعنه: أحمد بن منيع، وغيره.

تفقه عليه أهل بلاده.

وكان ابن المبارك يجله لدينه وعلمه.

مات سنة سبع وتسعين ومائة عن أربع وثمانين سنة، بعد ما ولي قضاء بلخ.

وجاء كتاب الخليفة ليقرأ وفيه لولي العهد: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (مريم:12} فسمع أبو مطيع، فدخل على الوالي وقال: بلغ من خطر الدنيا أنا نكفر بسببها" وكرر ذلك مرارا حتى بكى الأمير وقال: إني معك ولكن اجترئ بالكلام، فتكلم وكن مني آمنا. فذهب يومَ الجمعة فارتقى المنبر ثم قال: يا معشر المسلمين! وأخذ بلحيته وبكى؛ وقال: بلغ من خطر الدنيا أن تَجُرَّ إلى الكفر. من قال: وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً} غير يحيى فهو كافر. فضج أهل الجامع بالبكاء. وهرب اللذان قدما بالكتاب.

وكان أبو مطيع إذ ذاك قاضيًا.

وكان يذهب إلى فرضية التسبيحات الثلاث في الركوع والسجود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015